نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقالاً على موقعها الالكتروني تحت عنوان "القائد الفلسطيني المفصلي من وجهة نظر إسرائيلية"، حيث سلطت المقال الضوء على وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.
وجاء في المقال أن الشيخ تحول في الفترة الأخيرة إلى الشخصية الأكثر قرباً من الرئيس محمود عباس، حيث حضر معه اللقاء مع وزير الحرب بيني غانتس في بيت الأخير قرب "تل أبيب"، كما التقى قبل أيام مع وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد في منزله في المدينة.
وقالت الصحيفة إنه وعلى الرغم من قرب الشيخ الكبير من عباس، إلا أن "إسرائيل" تخطئ حال ظنت أن بإمكانها تهيئة الشيخ ليتسلم زمام القيادة خلفاً لعباس، مستشهدة بفشل نموذج "أحمد الجلبي" في العراق الذي اعتبر رجل أميركا القوي في بغداد، إلا أنه لم يكن مقبولاً شعبياً، وبالتالي فقد خرج من المشهد السياسي سريعاً.
وبينت الصحيفة أن المواطن الفلسطيني ينظر لقيادة السلطة على أنها تسعى لجلب منافع ذاتية لها ولعائلاتها قبل الشعب؛ وبالتالي فيعيش الشارع حالة نادرة من اللامبالاة حول كل ما يجري في المقاطعة في رام الله التي بدا ساكنوها منعزلون عن الشارع، وفقاً للصحيفة.
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني مع الاحتلال، يرى الشيخ –وفقاً للصحيفة – أنه بالإمكان تحقيق إنجازات كبيرة للشعب الفلسطيني عبر الحوار مع الاحتلال والمحادثات معه وذلك بشكل يفوق إنجازات مقاومة الاحتلال، لافتة إلى أن هذه الشخصية بالذات هي ما تحتاجها السلطة حالياً في محادثاتها مع "إسرائيل".
وفيما يتمتع الشيخ بقبول إسرائيلي واسع، أعجب الكثير من ساسة الاحتلال بخيار تسلم الشيخ مقاليد السلطة خلفاً لعباس، ومع ذلك فقد نبهت الصحيفة إلى أنه من الخطأ تعيين رئيس فلسطيني على دبابة إسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المراهنة الإسرائيلية على الشيخ ستبوء بالفشل حالها كحال الرهان الاميركي على الجلبي حيث سأم الشارع الفلسطيني قادة السلطة بشكل عام وما زاد الطين بلة هو تراجع السلطة عن إجراء الانتخابات للمجلس التشريعي وهي خطوة اعتبرت هروباً حقيقاً للسلطة من هزيمة محقق.
وترى الصحيفة أن إصرار "إسرائيل" على تعزيز علاقاتها مع شخصيات فلسطينية غير مقبولة شعبياً ترسل برسالة للشارع الفلسطيني أنها غير مهتمة بمستوى الفساد الذي يعتري السلطة بقدر بحثها عن شريك فلسطيني من المريح التعامل معه، مشددة على أن اليوم الذي يلي عصر عباس لا زال مجهولاً ولا يعرف من سيرثه، وهل سيكون رئيساً واحداً أم ستتولى الحكم مجموعة مقلصة من قادة فتح وتوزع الصلاحيات فيما بينها.