روسيا تعطي الضوء الأخضر للسعودية... ضد اليمن؟!

2017-12-12 | 19:08
views
مشاهدات عالية
روسيا تعطي الضوء الأخضر للسعودية... ضد اليمن؟!
سنا السبلاني
 
أعلنت روسيا تعليق وجودها الدبلوماسي في اليمن، "نظرًا للظروف" التي تمرّ بها البلاد، ومغادرة سفيرها وكل موظّفي السفارة الى الرياض للعمل من هناك بشكل مؤقّت. جاء ذلك عقب إعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية تلقّيه طلبًا بالسماح لطائرة روسية بإجلاء الرعايا الروس من صنعاء. فبماذا ينبئ ذلك؟ هل تحمل هذه الخطوة موافقة روسية ضمنيّة على ما تفعله السعودية والتحالف في اليمن؟!
 
منذ البداية كان موقف روسيا وما يزال ضد الأعمال العسكرية في اليمن أو في غير اليمن، والإنتقال الى الرياض لا يعني حتماً أن روسيا تقف مع السعودية في عدوانها على اليمن، وفقًا للخبير في الشأن الروسي اسكندر كفوري.
 
يقول كفوري في اتصال مع موقع "الجديد" إنه جرى إجلاء بعض الطاقم الدبلوماسي وعائلات الدبلوماسيين الروس وفريق السفارة والبعض الآخر سيتابع طريقه الى موسكو، لافتاً الى أن السفير الروسي وعددًا قليلاً ومحدودًا من الدبلوماسيين سيبقون في الرياض لمتابعة ما يحدث في اليمن.
 
أما عن سبب اختيار العاصمة السعودية، فيقول كفوري إن الرياض هي الأقرب الى اليمن و"الأمر لا يشير الى أي شيء ولا يعني أن روسيا تقف مع الرياض".
 
"لماذا بقيت السفارة الروسية من السفارات الأخيرة في اليمن؟"، يسأل كفوري مجيباً أن بين روسيا واليمن علاقات قوية وروابط وثيقة، لافتاً الى أن السلطة الحالية (الحوثيون) تثق بالجانب الروسي وحتى الرئيس السابق علي عبد الله صالح كان أيضاً صديقاً للروس.
 
لماذا إذًا أخذت الأمور هذا المنحى وآثر الروس مغادرة اليمن على مواصلة الضغط من أجل التوصّل الى حل سلمي في صنعاء؟ يشير كفوري في هذا الإطار الى أن الوضع في اليمن خطير من النواحي العسكرية والأمنية والإنسانية، ناهيك عن الأوضاع المعيشية والإجتماعية والصحّيّة، وأصبح لا يطاق بتاتاً، لافتاً الى أن "الطاقم الروسي كان يعاني من الحصار وعدم الحركة. وحتى مياه الشرب والطعام لم تعد تتوفر وملايين المواطنين اليمنيين يعانون من الجوع والمرض وما الى ذلك، حتى أصبح الفريق الدبلوماسي في حالة سجن داخل سفارته، بسبب الأوضاع والقصف الشديد الذي تتعرض له صنعاء يومياً وبشكل قوي".
 
إذًا، التباشير ليست جيدة والأمور ذاهبة الى ناحية سلبية بحسب كفوري الذي يعتبر أن "التصعيد الكبير الذي تقوم به السعودية والولايات المتحدة، تريد المملكة منه تحقيق خرق بأي شكل من الأشكال في اليمن ينعكس على المنطقة كلّها، لأنها فشلت في العراق وسوريا ولبنان وقطر، والفشل في اليمن يعني القضاء نهائياً عليها".
 
لكن ألا يعتبر ذلك موافقة أو تشريعًا روسيًّا لما سيحدث في صنعاء؟!
 
في هذا الإطار، يعيد كفوري التأكيد أن انتقال السفير والدبلوماسيين الروس الى الرياض لا يعني أن روسيا تقف مع السعودية ضد اليمن، ويقول: "صحيح أن هناك بعض السكوت الروسي عمّا يجري في اليمن، على عكس الموقف الروسي الواضح من سوريا، لكن رغم كل شيء، لم يؤيّد الروس السعودية أو يقفوا معها بل كانت هناك دعوات متكررة من أجل التوصّل الى حل سلمي من خلال الجلوس الى طاولة المفاوضات".
 
وعليه، يعتقد الخبير في الشأن الروسي أن روسيا ربّما استشفّت أن الأحوال ستأخذ منحى أصعب، ويمكن أن تكون توافرت لديها معلومات بأن العنف سيشتدّ بشكل أكبر لذلك اتخذت هذا القرار. ففي النهاية، يضيف "روسيا ليست بساحر وليس بإمكانها الضغط على الجانب السعودي، هي فقط يمكنها أن تناقش معه هذا الموضوع لكن الموضوع اليمني بالنسبة للقيادة السعودية حسّاس جدًّا ويبدو أن هناك إصرارًا قويًّا من جانب السعودية وحلفائها ومن يقف وراءها للإمعان في الحرب في اليمن، ويبدو أنها أخذت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة".
 
 
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق