نورا مسلسل لبناني تاريخي ، يعود بالمشاهد إلى مرحلة بداية انهيار الاحتلال العثماني للبنان مروراً بالانتداب الفرنسي ووصولاً إلمسلسل " نورا " يتحدث عن تاريخ لبنان الذي لم يتطرق إليه أحد.
إنها قصة اجتماعية درامية وليست وثائقية، وذلك من خلال حياة امرأة اسمها " نورا “، عانت وكافحت وأحبت وتضرعت إلى الله كما إنها تألمت وحزنت وبكت وفرحت، إنها باختصار تمثل الشعب الطيب في كل المراحل وبمعاناته التي بدأت عام 1914 حين أرسلت الدولة العثمانية فيلقها الرابع بقيادة جمال باشا للسيطرة على متصرفية لبنان وخنق فكرة الاستقلال في مهدها، حيث تعددت الممارسات القمعية بإشراف مدحت بك , أحد ضباطه المخلصين , الذي نشر الجواسيس في كل مكان لمراقبة الناس بل ومنع الزاد عنهم. في هذه الأجواء التاريخية تعيش نورا في الجبل وسط أسرتها، حيث يقتل والدها وشقيقها أثناء محاولته الهروب من الجندية، كما يساق خطيبها إلى الحرب عنوة حيث يسقط بها.
تتعلق نورا بالأرض رغم حصار الجوع وملاحقة مدحت بك لها فتقاومه وتقتله لتهرب مع شقيقها الصغير إلى بيروت، ويتزامن هروبها وسقوط السلطنة العثمانية وبدء مرحلة الانتداب الفرنسي للبنان، حيث تبدأ حياتها بمعاناة جديدة تتعرض لها خلال عملها في نزل أحد أقربائها إلى أن تلتقي بمن أحبه قلبها بربيع الطباع في ظروف غير مناسبة.
تقرر نورا العودة إلى قريتها، لتلتقي بحبيبها ربيع صلاح الطباع الذي يلقي القبض عليه خلال محاولة الاستيلاء على عنابر تموين الجيش الفرنسي، فيسجن، فيما نورا ,تحمل طفله واسمه , ومحبة والده ,الطبيب الثري صلاح الطباع , الذي وثق بها ودافع عنها ومدّ لها المساعدة تلو الأخرى حتى أن تسلمت إدارة مستشفاه الذي عملت به، لتنتقل بحياتها إلى مستوى العائلات الأرستقراطية ولتتصادق ومدام سرسق وعائلتها.
لكن مشاكل نورا لا تنتهي، فهي معرضة للانتقام من قبل أشخاص عاشت معهم في الماضي ووقفت إلى جانبهم من أمل الطباع الطبيبة القادمة من أميركا و التي كانت تطمح بإدارة المستشفى، إلى ملاحقة كولونيل جيرار لها، وهو رئيس الاستخبارات الفرنسية في بيروت، الذي ترتبط به وسط تشابك بعلاقة حب يرفضها الواقع، كما يرفضها الدكتور كمال فرح ذلك الشاب الوطني والطموح الذي ارتبط اسمه بمقاومة الانتداب،الذي يرى به وجهاً مهذباً للاستعمار، كمال فرح انه الطبيب والتلميذ المحبب لدى صلاح الطباع، كان كمال فرح بالنسبة له الحلم والشباب الطامح وطريق الاستقلال.
يشهد المسلسل ولادة دولة لبنان الكبير في آب 1920 ويرفض صلاح الطباع الاستمرار في عضوية الفريق الإداري المساعد للجنرال غورو في تسيير شؤون اللبنانيين، فرأى بهذا المجلس الإداري واجهة لبنانية يختبئ خلفها الانتداب لاستمرار سيطرته على لبنان.
بهذه المفاهيم نشط كمال فرح في مقاومة الانتداب الفرنسي وعمل مع مجموعة من شباب بيروت والجبل في تنظيم مقاومة وعمليات مسلحة ضد الفرنسيين ومن ضمنها محاولة اغتيال كولونيل جيرار الذي أنقذه عندما وقع بين يديه جريحاً في المستشفى الذي يعمل به.
في خضم تلك الأحداث – تلد نورا طفلاً تسميه صلاح تيمناً بالجد الرابض فوق فراش الشلل، إلا أن الطفل وكجدته نجوى يعاني من الاماً بارحة في رأسه، فتعرضه نورا وبمعاونة كولونيل جيرار على طبيب أخصائي في باريس، ليتبين انه مصاب بالسرطان.
يستمر الصراع بين عماد شقيق نورا وسليم الدرويش أحد المتعاونين مع الفرنسيين، فيدفع سليم برجاله إلى خطف صلاح ابن نورا ، الذي يتعرض لألام الرأس الغير المحمولة ودون أن يؤن له الدواء، فيموت الصبي وبهذه النتيجة ينتحر عماد حزناً على ابن شقيقته معتبراً نفسه مسؤولاً عن مقتله.
تتوالى الأحداث وتندلع الحرب العالمية الثانية، ويلتحق جيرار بفرنسا، ويعرض على نورا الزواج لكن الأخيرة ترفض فيسافر وحيداً حيث علم انه انتحر اثر دخول الألمان باريس.
تبدأ نورا مرحلة الضياع والحزن الشديدين على ابنها وأخيها عماد، وتهب نفسها للمستشفى حين يعرض عليها كمال فرح الزواج ، ترضى به وتنجب طفلة اسمها راغدة ، يعود جيرار لأنه لم يمت كما علمنا ، يجد نورا متزوجة من غريمه كمال فرح ، فيبدأ حربه ضد نورا بأن يضغط عليها اقتصادياً لكن نورا تصمد وتواجه ، هنا تقع المفاجأة حيث يخرج جيرار أمل الطباع من السجن ويعيد ربيع الطباع الى الحياة ليقلبا زواج نورا إلى جحيم ، فيفرض عليها التنازل عن كل أملاكها لربيع حتى يطلقها ، فيفعل ربيع لتعود هي مع زوجها المفرج عنه بعد الاستقلال وابنتها إلى القرية إلى بيتها المهدم ، ليبنوه جميعاً لكن على أسس متينة . بدايات الاستقلال عام 1943