ويأتي الاحتفال بعشرينيّة "إهدنيّات"، في ظلّ واقع صعب وقاسٍ من دمار وحرب وضحايا وشهداء حاملاً رسائل حبٍّ وسلامٍ وإصرارٍ على إعلاء قيم الفنّ والعطاء في وجه العدوان الذي لن نسمح له بتحديد أجندة مواعيدنا ومناسباتنا، ولكي نجدّد تمسُّكنا بلبنان الحلم والأمل.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة "مهرجان إهدنيّات الدولي" ريما فرنجيه لوكالة فرانس برس "قلبُنا وعقلُنا مع غزة وطبعاً مع أهلنا في جنوب لبنان. ولكن بعدما درسنا كلّ الاحتمالات، وجدنا أن التضحيات كلّها التي يقدّمها الجنوب هي لكي يبقى لبنان حيّاً ومُنتجاً".
وأكّدت ريما فرنجيه "التضامن مع جنوب لبنان وغزة"، مضيفة أن إهدن "البعيدة جغرافياً عما يحصل في الجنوب، ولكن القريبة وجدانياً، قادرة على أن تكون فسحة دعم لأصحاب المصالح الصغيرة المتأثرين بالأزمة الاقتصادية، وأن تقدّم تجربة فنية وثقافية وإنمائية فريدة لأهل المنطقة وللسيّاح الذين قرّروا رغم كلّ الظروف، زيارة لبنان".
ومنذ انطلاقته، يُخصّص "إهدنيّات" من منطلق مسؤوليّته الاجتماعيّة ودوره الإنمائي الراسخ، ريع حفلاته لدعم قضيّة إنسانيّة أو ثقافيّة أو تربويّة أو بيئيّة. وهذا العام، يعود ريع المهرجان للمساهمة في إعادة ترميم مسرح "دوّار الشمس" العريق بعدما التهمه حريق كبير قبل أشهر، داعين جميع المُهتمّين للانضمام إلينا في هذه المبادرة لنُحافظ معاً على المكانة الرائدة لبيروت في المسرح.