رأى الكاتب في صحيفة "الجمهورية" عماد مرمل في مقاله الصادر اليوم انه مع وقوع الاشكال الجديد امام منزل صالح الغريب قبل ايام، تجدّدت علامات الاستفهام لدى النائب طلال ارسلان والقريبين منه عن نمط الادارة الامنية المعتمدة للوضع الحساس في الجبل، ربطاً بما كشفته صور الفيديو من وقائع، فيما كانت لافتة دعوة ارسلان خلال مؤتمره الصحافي أمس الى تطبيق خطة امنية جدية في الجبل تضع الجميع تحت سقف القانون.
وفي السياق أكدت أوساط "الحزب الديموقراطي"، انّ تقرير مخابرات الجيش حول حادثة البساتين الجديدة أشار الى "انّ ريان مرعي تهجّم على حرس الغريب وراح يطلق الشتائم، ثم حاول نزع سلاح احد عناصر الحراسة الذي اطلق النار على الارض، ما أدّى الى اصابة مرعي في قدميه. بينما أتى بيان قيادة الجيش مغايراً واتخذ طابعاً رمادياً لا يعكس بدقة محتوى شريط الكاميرات، بإشارته الى إشكال تطور عند تدخّل عناصر الحماية الشخصية للوزير تلاه تدافع واطلاق نار من أحد عناصر الوزير".
ولفتت الاوساط الى انّ ما استوقفها في تحقيق المخابرات هو انه يلحظ أن أفراد الجيش لديهم أوامر بالمراقبة والافادة، "ما يحرّض على التساؤل عن سبب حصر مهمتهم ضمن هذا الاطار".
واستنتجت الاوساط، انّ السلوك الاجمالي للجيش في الجبل يؤشر الى انّ لديه قراراً بعدم التدخّل الحازم وتجنّب إغضاب أحد، "وهو الامر الذي تأكّد لاحقاً مع كشف أحد كبار المسؤولين الرسميين عن انّ المؤسسة العسكرية رفضت اجراء تحقيق في حادثة قبرشمون".
ونبّهت الاوساط المحيطة بارسلان، الى انّ من شأن هذا التراخي ان يشجع البعض على المضي في تجاوزاتهم واعتداءاتهم التي تهدّد الاستقرار في الجبل.
وتابع الكاتب ان الجيش ينفي كلياً حصول اي خلل او تقصير من قبله، وشدّدت مصادره على انه نفذ بعد وقت قصير من وقوع حادثة قبرشمون مداهمات في الجبل وتمكّن من توقيف مطلوبين، ثم سلّمهم الى "شعبة المعلومات" للتحقيق معهم، بناء على استنابة قضائية.
ولفتت المصادر العسكرية الى انّ الجيش تفادى في لحظة حدوث المشكلة في قبرشمون التصرّف بطريقة انفعالية ومتهورة قد تؤدي الى إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين الذين كانوا محتشدين في المكان، موضحة انّ الجيش حريص على استخدام القوة المقرونة بالحكمة، "وهو استطاع بفضل هذه المعادلة ان يحول دون تمدّد التوتر الى مناطق اخرى في الجبل ويمنع تفاقم الوضع في اتجاهات دراماتيكية، وهذا إنجاز يجب ان يُسجّل له".
وأكّدت المصادر العسكرية انّ الجيش يقف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء، سواء في الجبل ام خارجه، "وبالتالي ليست لديه محاباة لأحد، بل انّ ما يهمّه فقط هو تحصين السلم الاهلي واتخاذ كل التدابير التي تصبّ في هذه الخانة".
كما شدّدت المصادر على انّ الجيش ليس منزعجاً من اي جهة وليس منحازاً الى اي طرف، "اما من كان منزعجاً منه فهذا الامر يعود اليه".
واعتبرت المصادر العسكرية انّ ملف قبرشمون يُعالج الآن على أعلى المستويات السياسية، ولا يصح إلقاء تبعاته على الجيش الذي كان ولا يزال يؤدي واجباته بأفضل ما يمكن، على قاعدة انّ التلاعب بالامن ممنوع.