بعد خوضهم معارك ضدّه... مقاتلون معارضون ينضمّون إلى الجيش السوري!

2018-08-17 | 13:56
views
مشاهدات عالية
بعد خوضهم معارك ضدّه... مقاتلون معارضون ينضمّون إلى الجيش السوري!
وجد مقاتلون في المعارضة السورية أنفسهم أمام خيارات صعبة، بينها أنهم خُيروا بين قتال ميؤوس منه، أو أن يُنفوا، أو الانضمام إلى النظام السوري والقتال مع قواته. واختار بعض مقاتلي المعارضة البقاء في مناطقهم والعمل مع الجيش السوري، كما حصل للمقاتل محمد المقداد الذي قاتل بصفوف المعارضة قبل أن يدخل مع آخرين في "مصالحات" مع النظام، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة  "تايمز" البريطانية اليوم الجمعة 17 آب 2018.
ويشير المقداد إلى أن أمنه الشخصي يعتمد الآن على الجيش الروسي الذي قصفه سابقاً، لكنَّه الآن "يضمن له أنَّ النظام لن يحاول الثأر منه"، بحسب قوله، ويضيف: "كان ذاك السبيل الوحيد لحَقن الدماء وتجنُّب وقوع المزيد من الدمار. لو كنَّا قد رفضنا، لكانت المنطقة سُحِقَت".
وبرر المقداد قبوله العمل مع قوات النظام، بقوله إن "سير الأحداث كان خارجاً عن سيطرته، وأن نهاية النزاع السوري اتُخذ بقرار دولي"، في إشارةٍ لقرار واشنطن سحب دعمها للمعارضة السورية، وذلك قبل هجوم النظام الأخير على محافظة درعا مسقط رأس المقاتل المقداد.
وفيما أعاد الجيش السوري السيطرة على سوريا، سلَّم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة مواقِعهم قبل أن يُنقلوا إلى إدلب شمال غربي سوريا، وهي أكبر معقلٍ صامد للمعارضة، وفي المقابل، اختار عشرات الآلاف غيرهم، شأنهم شأن المقداد، حلاً بديلاً وهو "اتفاق مصالحة"، يُسمَح لهم بموجبه ترك أسلحتهم والعودة للعيش في قُراهم المُتهدِّمة.
وتكمن المشكلة الرئيسية في المصالحات مع النظام، أن مَن هو في سنِّ الخدمة العسكرية، عليه الموافقة على أن يُجنَّد في الجيش السوري.
وفي العديد من الحالات، يُمنَح هؤلاء مهلة تبلغ ستة أشهر قبل الالتحاق بالجيش السوري، مع أنَّه لا يجري الالتزام بهذه المهلة دوماً. 
وفي حالاتٍ أخرى، وافقت وحداتٌ كاملة من المعارضة السورية على الاندماج مع تشكيلات عسكرية عدّة موالية للنظام. 
وفي غضون أسابيع من استسلامهم في شهر حزيران الماضي، جُنِّد المقداد ورفاقه في الفرقة الخامسة التابعة للجيش السوري.
 وقال المقداد، وهو في أواخر عشرينياته الآن، إنَّه "وُعِد بأنَّه سيتمكَّن من البقاء في درعا ولن يُرغَم على القتال ضد رِفاقه السابقين في إدلب". وشدّد مقاتلون سوريون في صفوف المعارضة على دور روسيا في "المصالحات"، ورغم ما يردّده قادة روسيا السياسيون علانيةً، فإنَّ جيشها يعي جيداً سُمعة النظام السوري في ما يتعلَّق بوحشيَّته ونزعته الانتقامية، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية. 
وقال محمد الدمشقي، وهو مقاتلٌ من الغوطة خارج دمشق، إنَّه قضى أربعة أشهر في معسكر احتجاز. أُطلِق سراح الدمشقي في النهاية. وفي ما يتعلَّق بإعادة تجنيده في صفوف الجيش السوري، قال الدمشقي إنَّه في ذلك أيضاً عومِل بإنصاف. 
فكان تقريرٌ من طبيب يؤكِّد أنَّه تعرَّض لإصابة بالغة في ركبته كافياً لحصوله على إعفاءٍ من الخدمة العسكرية. 
وقال: "في المجمل، خاض النظام اللعبة بمهارة". وأضاف أنّه بعد أن سقطت الغوطة في نيسان الماضي، تملَّك العديد من مقاتلي المعارضة شعورٌ قويٌ بعدم جدوى الحرب، خاصةً عندما رأوا الحياة الطبيعية التي يعيشها الناس في دمشق. ومع ذلك، قال البعض إنَّ لا شيء نهائي. فقال المقداد: "الثورة مستمرة، حتى تحقِّق أهدافها، وإطلاق سراح المحتجَزين، وإسقاط الأسد، وبناء سوريا مستقلة وديمقراطية". وفي المقابل، قال قائدٌ من قوات المعارضة في إدلب، يُدعى عبد السلام عبد الرزاق، إنَّ رجاله هُم "نُخبة مقاتلي الثورة، هؤلاء الذين رفضوا التحالف مع المجرمين". وأضاف أنَّ الرجال أمثال المقداد "لطالما كانوا خونة".
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق