ما هي فضيحة "إسكوبار الصحراء" .. ضربت رئيس الوداد وأودعته السجن؟

يوم الجمعة الماضي، أصدر القضاء المغربي قراراً بإيقاف 25 متهماً، 21 منهم رهن الاعتقال، بينهم رئيس الوداد البيضاوي سعيد الناصري، ورئيس مجلس جهة الشرق في البلاد عبد النبي بعيوي، ومسؤولون بارزون، للتحقيق معهم بتهم بينها الترويج للمخدرات وتبييض الأموال.
وسيمثل الناصري وبعيوي، وهما قياديان في حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الائتلاف الحكومي في المملكة المغربية أمام قاضي التحقيق في 25 كانون الثاني - يناير المقبل، بعد اتهامات وجهها اليهما مدان في قضية اتجار دولي بالمخدرات.
وحملت القضية اسم "بارون مخدرات" أو "إسكوبار الصحراء" أو "المالي"، نسبة الى الحاج أحمد بن إبراهيم، المولود في العام 1976 في مالي، من أم مغربية وأب ماليّ، وهو تاجر مخدرات يلقب بـ"إسكوبار الصحراء"، اعتقل في المغرب عام 2019 وحكم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية "اتجار دولي بالمخدرات".
وذكرت مجلة "جون أفريك"، أن تاجر المخدرات الشهير هو الذي جرّ شخصيات مغربية مرموقة في عالم الرياضة والسياسة، إلى سجن عكاشة في الدار البيضاء، بعدما أمضى أربع سنوات من التفكير في زنزانته المغربية، حيث يمضي عقوبته منذ العام 2019.
وتابعت المجلة أن حياة الحاج أحمد بن إبراهيم "كانت بسيطة مثل أي ابن لراعي إبل"، لكن الصدفة جمعته حين "لقائه بمشاركين في رالي باريس دكار، فشق طريقه، مستفيداً من معرفته بالصحراء، ولهجات الأزاواد، وخبرته بالقبائل وتفاصيل الساحل الإفريقي، ليضع نفوذه على مناطق جغرافية واسعة".
وقالت المجلة أن "إسكوبار الصحراء" استغل علاقاته في تجارة المخدرات، فبدأ باستعمال الطائرات الصغيرة لنقل الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى الغرب الإفريقي، وشاطئ العاج والسنغال وغينيا بيساو وسيراليون، وتمكن من توسيع تجارته برّاً عبر مالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر، وبحرا عبر السواحل المغربية ثم أوروبا، وتحول الى اخطبوط تجارة المخدرات في القارة السمراء.
وبدأ "إسكوبار الصحراء" يعيش حياة الأثرياء، حيث تزوج بابنة مسؤول عسكري بوليفي كبير، واشترى جزيرة خاصة في غينيا وعقارات في البرازيل وبوليفيا، ثم اشترى فيلا فاخرة في الدار البيضاء وشققا في مدينة السعيدية في المغرب في العام 2010.
وبعد أن اعتقلت السلطات المغربية "إسكوبار الصحراء" في العام 2019 في مطار محمد الخامس، وقامت بمحاكمته وإيداعه سجن مدينة الجديدة، بدأ يفكر في الانتقام من شركائه، اذ اتهمهم بتدبير مكيدة له، والاستيلاء على ممتلكاته، فقرر تقديم شكاوى ضد شخصيات عامة في البلاد، متهماً إياهم بنقل أطنان من المخدرات من سواحل مدينة السعيدية نحو باقي بلدان القارة الإفريقية منذ العام 2010.
وكان في مقدمة اللائحة قادة في حزب الأصالة والمعاصرة المُشارك في الائتلاف الحكومي، بينهم سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد، أحد أكبر أندية كرة القدم في المغرب وإفريقيا، وعبد النبي بعيوي رئيس مجلس جهة الشرق في المغرب.