بالوجوهِ الملثّمة والرصاصِ الحيّ وتوابِعِهما، عاشَ أهالي الشِيّاح لحظاتِ رعبٍ عندَ حدودِ جبهةٍ داخلية استُخدِمت فيها الأسلحة الرشّاشة من مِسافةِ صِفر// وفي الشارعِ الدويلة، المحكوم من عائلةِ الخليل الملفوحة بالهوى الأصفر/ وعائلة دمشق الملفوفة بالعلمِ الأخضر/ ذهبَ الشباب "فرق عِملة" في سوقِ الرهانات وألعابِ المَيْسر غيرِ الشرعية عبر الأونلاين/ وفي تلكَ الدهاليز، انحرفوا عن المسار/ وأدمنوا سرقةَ أموالِ وذهبِ ذويهم، وقامروا بها/ بشهادةٍ من أمهاتٍ استغثنَ بالجديد ورفعنَ الصوتَ لوضعِ حدٍّ لظواهرَ شاذّة أخذتِ الشبابَ رهائنَ في سجونِ الرهانات/./ فعلى من تقعُ المسؤولية في تلكَ الدويلةِ العميقة؟ ومن أمّنَ الغِطاءَ الناريّ بالسلاحِ المتفلت وَسْطَ شارعٍ مكتظٍ بالسُكان؟ لا داعي لحذفِ إجابة ولا الاستعانة بصديق/ فأبعدُ من الحربِ ما بين "الفُتوّة" و"الخُوّة"/ تقاسمَ آل الخليل مملكةَ الشِياح/ وأداروها بعقليةِ المافيا/ فتولى علي نمر الخليل المعروف "بعلي الله" إمارةَ منصاتِ الصيرفة غيرِ الشرعية والتلاعبِ بالدولار في السوقِ السوداء/ وأدارَ الأخَوان خُضر ومصطفى الخليل أوكارَ "القِمار" والرهانات باستدراجِ القُصّار إلى المصيرِ الأسود/ ناهيكَ عن فرضِ الخُوات على أصحابِ المحال التجارية/ واحتكارِ تشغيلِ المولدات/./ هي عيّنة عن حارِة "كل مين إيدو إلو" في دولةٍ "كِلْ ديك فيها على مزبلته صَيّاح"/./ ومن مزرعةِ الشِيّاح والإرهابِ المافياوي/ إلى مزرعةٍ من مزارعِ شِبعا المحتلة/ ففي بسطَرة ومِن جزئِها المُحتل/ استقدمَ العدوّ الميركافا لمواجهةِ وفدٍ إعلاميّ برأسٍ نيابيّ/ وأطلقَ القنابل المُسيّلة للدموع، مصحوبةً بقنابلَ صوتية/ وبعدَ سرقتِهِ لقِطعانِ الماشية/ ودجاجةِ الطفل حسين منذُ سنتين/ استولى اليوم جنودُ الاحتلال على معداتِ التصوير/ واقتادوها أسيرةً نحوَ الأراضي المحتلة/ قبلَ أن يتدخلَ الجيشُ اللبنانيّ واليونفيل لضبطِ النفس/./
طريق الكرامة جنوباً/ لم تكن سالكة في بيروت وزحفاً زحفاً نحو قصر الصنوبر/ حيث انتظر اللبنانيون أن يقدم أحدُ المدعوين على ارتكاب فعل تسجيل موقف ضد قرار الاتحاد الأوروبي بشأن النازحين/ والانسحاب التكتيكي الوحيد سجل للمواطن الفرنسي وزير حزب الله علي حمية الذي غادر رفضاً لإخضاعه للتفتيش والمرور من تحت آلة الكشف الأمنية /./ ومع أن زمن الانتداب ولّى / إلا أن الخنجر ارتدّ على أدهمه/ بتجديد المبايعة للمندوب السامي الفرنسي لحل أزمة الشغور الرئاسي / ففي خطبة الوداع أنّبت السفيرة آن غريو الحضور ومن خلالهم بعثت برسائل نارية للسياسيين/ وبلغة العارف بكواليسهم قالت لهم جعلتم بلدكم يجثو على ركبتيه/ وعليكم أن تساعدوه فوراً وإلا فإن أي مستثمر أجنبي لن يثق بكم/ ولن تستطيعوا أن تحصلوا على النفط ولا على جذب المستثمرين من العالم/./ كلام آن غريو جاء خلال الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي/ وغداة القرار الأوروبي الذي يضع لبنان تحت ضغط توطين النازحين السوريين/ فكيف لفرنسا الأم الحنون أن تتبنى هذا القرار وتكون عرابته؟ / وفي الوقت عينه تطرح جان إيف لو دريان سفيراً فوق العادة لحل الأزمة في لبنان؟ / ومن على الأرض نفسها التي شهدت استقراراً طفيفاً في سعر الصرف / عاد الجنرال الأخضر ليتحكم بالأرض ويحلق في السماء على ارتفاع لامس المئة ألف ليرة /وعادت منصات التداول إلى التلاعب بالليرة بعد استراحة محارب/./