اللواء ابراهيم: لبنان ليس صندوق بريد لصراعات إقليمية تريد منا ان نكون وطنا بديلا لأوطان أخرى

2023-10-05 | 13:40
اللواء ابراهيم: لبنان ليس صندوق بريد لصراعات إقليمية تريد منا ان نكون وطنا بديلا لأوطان أخرى

حاضر المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم، في مركز "توفيق طبارة" في بيروت، عن "الدولة وأزمة الطوائف في لبنان وضرورة التمسك باتفاق الطائف.

ابراهيم سأل "لماذا الطائف وضرورة التمسك به"؟ قائلاً: "لن يسمح الوقت للدخول في سياق تاريخي طويل لشرح وضع لبنان وارتباط توازناته واستقراره بالتوازنات العربية والاقليمية؛مضيفاً ان كل ما جرى بين 1975 - 1989 من انعدام للتوازن ما كان ليسمح ببناء هيكلية جديدة للدولة، بل كان يدفع باتجاه استمرار النزاعات الداخلية في لبنان، استنادا إلى توازنات عربية واقليمية تتيح لكل طرف نسف أي اتفاق عبر ركائزه في الداخل اللبناني، ثم راحت هذه الصورة تتغير مع التوصل إلى اتفاق الطائف الذي ارتضاه الجميع وثبت خارطة طريق للخروج من الازمات والحروب والشروع في مرحلة وضع الاسس لبناء الدولة، وأشار اللواء ابراهيم الى أنه ما دام لبنان جزء من هذه التركيبة، وتتقاطع على ارضه تشكيلاتها. يظهر تشكيلان رئيسيان يحكمان وضعه: النزاع العربي- الاسرائيلي والنزاع الايراني – الغربي، والمرتبطان ببعضها بقوة عصية على التفكك او الفصل".
وأضاف: "كي لا ندفع مجددا ثمن هذه النزاعات ككل مرة وعن اختلاف الرؤى، علينا التمسك باتفاق الطائف كخارطة طريق الى الاستقرار والمضي في تنفيذه وتطبيق بنوده، ومراجعة كل خلل يعترض التنفيذ بروح من الديموقراطية والوطنية اولا، والا فان ما ينتظرنا اذا ما خرجنا عليه اهتزازات جديدة قد تكون اعنف من كل ما سبقها", مشيراً إلى ان "الطائف هو الوحيد المتاح".
 وقال: "علينا ان نجيد قراءاته بما يعزز روحنا الوطنية وإجماعنا الوطني، لا بمصالح طوائفنا ومذاهبنا وصفة الانهيار والتقاتل والتشرذم وضياع الوطن ودك اركان مقوماته نقاط  الحوار".
وتابع اللواء ابراهيم بالقول: "عندما انكفأ السنة عن دورهم الوطنى اهتز لبنان. وعندما همش السنة همش لبنان، لأن الدور الوطني السني ضمانة لكل لبنان في محيطه. هذا الإنسحاب السني الجزئي من الحياة الوطنية اللبنانية جعل من الدولة ومؤسساتها عرجاء، فعودة العافية الى المؤسسات يكون بعودة العافية الى الطائفة السنية الكريمة ورجالاتها ونخبها وتجارها واقتصادييها"، مستشهداً بقول الإمام موسى الصدر الطوائف نعمة والطائفية نقمة، قائلاً تقديري أن أحدا لن يبرع بقدر ما برع سماحته في توصيف الواقع. وها نحن نعيش ما نعيشه الآن".
أضاف: "كلام الطوائف عن أدوارها المستقلة وحجم حصصها في لبنان يلغي معنى الدولة التي هي ضمانة الأفراد والجماعات، ما عاد يجدي حديث الطوائف عما لها على الدولة، بل صار المطلوب التفكير الجماعي، ومن عمق وطني يعرف معنى الدولة المستقلة عن أي تبعية للخارج، كل الخارج، وهذا يشمل جميع الخارج. لقد صارت الأزمة وطنية ولم يعد للطوائف اختصاص محدد، بل صار من اختصاص الجميع حماية الطائف والدستور",متابعاً "أي مغامرة بالخروج على الطائف، في ظل الظروف الراهنة وبغياب الإستقرار الوطني العام والشامل يعني الدخول في المجهول. وفي هكذا محاولة قد نعرف من أين ندخل، لكننا لن نعرف كيف سنخرج، والبلد على خط الإهتزازات الإقليمية، وفي لحظة يشهد العالم العربي ميلا عارما الى "تقسيم المقسم"، هذا يحصل في سوريا من خلال تقسيمها. وفي ليبيا التي تتوزع بين شرق وغرب، وبين شمال وجنوب . وكذلك في السودان أخيرا، واليمن ايضا".
 وأكد "ضرورة التمسك بالشرعيات الوطنية أي الدستور والطائف والقوانين الحديثة والعصرية وبقرارات الشرعية الدولية وبكل ما يحول جذريا دون التلاعب بالسلم الأهلي"، وقال: "نحن بلد الحرف لا بلد الحرب، واذا كان الفارق بين العبارتين هو حرف واحد، الا أنه كلفنا في الماضي الف قتيل وجريح ومفقود. وكانت النتيجة أننا عدنا الى التسوية. لذلك، فلنقطع الطريق على أي مغامرة.، ولنحقن الدماء كل من موقعه ذودا عن وحدتنا في إطار التنوع الديني والثقافي والحضاري ولا توطين ولا تقسيم، وعلى أساس أن لبنان هو وطن ودولة وليس ساحة وصندوق بريد لصراعات إقليمية تريد منا ان نكون وطنا بديلا لأوطان أخرى يجب ان تعود لأهلها. وهنا أعني على وجه الدقة قضيتي اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري".
 وختم :"فلسطين يجب ان تعود إلى أهلها، ولا استقرار في المنطقة خارج المبادرة العربية للسلام. وهنا، نشدد على تمسك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بموقفه هذا لمواجهة التطبيع ودخول اسرائيل المنطقة العربية غير عابئة أم مهتمة بحق الشعب الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية وعن حق العودة وحق تقرير المصير وحق الشعب الفلسطيني بالعيش الكريم واللائق لا راد له ولا تلاعب به وليس منة من أحد. وكل قفز فوق الحق الفلسطيني كان وسيبقى الأتون الذي سيشعل المنطقة برمتها".
وتخلل المحاضرة نقاش بين الحضور واللواء ابراهيم.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق