خرج داعش من الباب وعاد من شُبّاكِ التفجيرِ بسيارة مفخخة استهدفت مقرَّي المؤسسةِ الأمنية والمجلسِ العسكريّ في مِنطقة سوسيان على بعدِ ثمانيةِ كيلومتراتٍ من الباب.. آخرِ معاقلِ داعش في ريف حلب ويوميةُ التنظيم الإرهابيّ جاءت لتربوَ على خمس وأربعينَ ضحيةً معظمُهم من المدنيين وفيما كان الإارهابُ يتمكّن من البواباتِ التي أُقفلت في وجهِه.. كانت الدولةُ العراقية تُغلق عليه شرايينَه في المَوصِل بشَطرِها الغربيّ. وعلى خطِّ الاستواءِ الإرهابي فإنّ لبنانَ تجاوزَ مرحلةَ السيطرةِ الأمنيةِ التي مكّنتْه مِن فَرضِ الأمنِ الاستباقي.. حيث أصبحَ في مراحلِ التحقيق مع الإرهابيين وبينَهم عُمر العاصي أو عُمر الكوستا وقد جاء القرارُ الظنيُّ لقاضي التحقيق العسكري رياض أبو غَيدا ليكشِفَ اسماً آخرَ للعاصي الذي لُقّب بـ"ويسو".. ومعاً "ليلو وويسو" خطّطا لتفجيرِ مقهى الكوستا بعدما تعذّرت المُهمةُ في الشام أما اختيارُ هذا الهدف بالذات فلأنّ روادَه أغلبُهم من مناصري حِزبِ الله ومِن النصارى كما جاء في الاعتراف. لكنَّ سَماعَ عُمر العاصي اللهجةَ السورية في المقهى دفعَه إلى التراجع والقولِ في سرِّه: إشربْ قهوتَك يا عمر وانسحبْ وفجّرْ نفسَك في مطعمٍ آخر وردّد العاصي في الاستجوابِ عزمَه على إعادةِ فَعلتِه فيما لو تَسنّى له ذلك.. مُعرباً عن اعتقادِه بأنه سيَحظى بالجنةِ كبدلِ أتعاب غير أن "ويسو" الانتحاري الذي عَزَفَ عنِ التفجير.. وَجدَ نفسَه في جنةِ رياض أبو غَيدا الذي سطّر بحقّه قراراً ظنياً يتّهمُه بالجنايةِ لحيازتِه حزاماً ناسفاً بهدفِ تنفيذِه عملاً إرهابياً وبإنذارِ الأمن المبكر.. يتمكّن لبنانُ من تجنّبِ أخطارٍ كانت تَدُقُّ أبوابَه وتصنّفُه بلداً يغادرُه الزوّارُ والسائحون العربُ والأجانب.. وتُصدِرُ السِّفاراتُ البيانَ التحذيريّ تلوَ الآخرِ لرعاياها تدعوهم الى عدمِ السفر. تبدّلت الأحوال.. وخَرج الوطنُ مِن العلامةِ البرتقاليةِ عاليةِ التحذير.. بقبضةٍ أمنيةٍ وحُكم ٍبُرتقالي وبوصولِ عددٍ مِنَ الوفودِ الأجنبيةِ والعربيةِ إلى بيروت.. كَشفت معلوماتُ الجديد أنّ الإماراتِ العربيةَ المتحدة تعتزمُ إيفادَ بَعثةِ استطلاعٍ إلى لبنان لتقويمِ الوضعِ الأمنيّ.. بَدءاً مِن مطارِ بيروت وصولاً إلى مناطقَ أخرى.. وذلك في خلال مدةِ أسبوعينِ على الأكثر وفي ضوءِ هذا التقويم ستقرّرُ الإماراتُ درسَ خُطوة رفعِ حظرِ سفرِ رعاياها إلى لبنان وتفعيلِ العَلاقات بين البلدين وعودتِها الى سابقِ عهدها وقد استَبَقت هذهِ الخُطوةَ بتحريكِ هبةٍ كانت ممنوحةً إلى مشايخِ دارِ الفتوى وموظّفيها.