أحكم بعيدا عن السجان والسبهان

2017-11-22 | 15:59
views
مشاهدات عالية
أحكم بعيدا عن السجان والسبهان
تراجعت السعودية فتريّث الحريري.. وما كُتب في ليل الرياض محاهُ نهارُ بيروت وبتدبيرٍ مشى على حفافي الدستور سُنّت معادلةٌ جديدة قِوامُها: (عرضتُ.. فتمنّى.. فاحتفظت) وهي ثلاثيةٌ مكّنت رئيسَ الحكومة من طيِّ ورقة الاستقالة بلا مفاعيلَ دستورية.. لا بل وزوّدته بميثاقٍ شعبي نَشرَ المدَّ الأزرق على طُولِ الوطن وعَرضِه تريّثَ الحريري.. لكنّه في واقع الحال أَقلعَ عن فكرةٍ لم تكن من بناتِ أفكاره.. إنما يعودُ نَسْجُها إلى مُخطِّطين سعوديين هزمتهم وَحدةٌ وطنيةٌ لبنانية فَشِلتِ الخطة، وقد يكونُ صانعوها تحتَ الإقامةِ الجبرية اليوم.. أو بأقِّل تقدير انصرفوا عنِ المشهد التحريضيِّ العام فمَن رَسَمَ للبنان خراباً مِن استقالة، لم يَضَعْ في حساباته هذا الشعبَ العنيد.. واعتقدَ أنّ الرئاسةَ اللبنانية ستكونُ على صورة عبد الهادي منصور.. الهادئ إلى الأبد لكنّ الحقيقة تؤكّد اليوم أنّه لو كان على رأسِ الجمهورية رجلٌ لا يُدعى ميشال عون لَما تمكّن الحريري من العودة إلى لبنان.. وهذا ما يَمتنُّ له رئيسُ الحكومة شخصياً، وقد عبّرَ في أكثرَ من إشارة عن هذا الامتنان. عاد الحريري.. وتراجعَ عن الاستقالة غيرِ الإرادية.. واسُتقبِلَ استقبالَ الفاتحين أو على صورةِ الاحتفال بالمحرَّرين الذين عُذِّبوا تحتَ الاعتقال وهو لم يَنفِ في أيٍ من محطاتِ ظهوره واقعةَ الاختطاف أو الحجز، أو بأقلَّ تعبير تقييدَ حرّيتِه تحدّث خطيباً أمامَ جمهوره كعائدٍ من الأَسْر.. كمُفرَجٍ عنه ووجّه التحدي إلى كلِ مَن يرى ويَسمع متحصّناً بعَضمٍ أزرق.. بناسٍ جاؤوه مبايعينَ مؤيّدين، مُقدمِّين الطاعةَ والولاء وهؤلاء الناس أَعطوهُ الاندفاعةَ للكلام بِلا خوفٍ من السجّان الذي جاءَهُ يوماً على صورة سبهان. اليوم.. سعد الحريري محرَراً محصَّناً مدعوماً بمعادلةِ التريّث، محاطاً من رئيسين وشعب ومسانَداً من عالمٍ غربيّ طالب بحرّيتِه.. وبدولٍ عربية طالبت بعودته رئيساً.. وبخطابٍ لبنانيّ حتى من حزبِ الله ضَبَطَ النَفْس وفَتحَ المعابرَ للدخول فهل سيقرّر الحريري أن يدعوَ إلى أولِ جلسةٍ لمجلس الوزراء اللبناني بجدولِ أعمالٍ عادي ويَحكُمُ بصفتِه رئيساً لبنانياً بِلا أيِ تدخلٍ أجنبي أم إنّ آثارَ الاعتقال سوف تبقى باديةً على أدائه الحكومي، ويُصبحُ منفِّذاً لتعليماتٍ خارجية وتحديداً سعودية؟ ماذا يَطلُب الحريري أكثرَ من هذا الدعم ليَحكُمَ سيداً حراً مستقلاً الغربُ احتضنه وخاضَ معركتَه.. الشعبُ ارتَكبَ فِعلَ حُبِّه.. رئيسُ الجمهورية وَضعَ رئاستَه على المِحكّ إنقاذاً له.. حتى إنّ رئيسَ المجلس نبيه بري تَصالحَ معَ العهد لأجله.. وحزبَ الله خَفّضَ من مستوى حروبِه في الشرق وكادَ يقول "لبيك يا حريري وقد تكونُ قِمّة سوتشي الروسيةُ الإيرانيةُ التُركية قد عَقدت عزمَها على إنهاءِ الحرب في سوريا، عاملاً سوف يُساعدُ على عودة الحريري إلى الرئاسة ولم يَعُدْ مطلوباً من الرئيس العائد سوى أنْ يقولَ هذه المرة: لبنان أولاً.
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق