ثلاثُ ليالٍ مِن طَرْقِ المعارضةِ المسلحةِ على أبوابِ دمشقَ.. في أخطرِ تهديدٍ للعاصمة التي ظلّت نائيةً عن اشتعالِ النارِ منذ سبعِ سنوات نصرة على فيلق رحمن على مجموعاتٍ جاءت من الريف تمكّنت من اختراقِ حصونِ الشام.. لكنّها لم تستقرَّ فيها أفرغت هذه المجموعاتُ ما لديها من محاولات.. ولم تكُن لتخوضَ غِمارَ دكِّ العواصمِ لولا تسلّحُها الأكبرُ بدعمِ دولٍ اعتادَت اللَعِبَ بمصائرِ المدن ِلتحصيلِ المكاسبِ ذاتَ أستانة أو على حينِ جنيف. على الأرض فإنّ معركةَ جُوبر تتراوحُ بينَ دخولٍ وخروجٍ وسَطَ محاولةٍ مِنَ المسلحين للحِفاظِ على مناطقِ النفوذِ عندَ الأطرافِ الشرقية لدمشق ووَفقاً لبياناتِ الجيشِ السوريّ فقد تمكّن مَن صدِّ كلِّ هجومٍ مباغت لكنّ اللافتَ في كلِّ هذه المعارك أنّ إسرائيلَ تحرُسُ سماءَها فتحلّقُ طائراتُها وتضرِبُ وتعلنُ دمشقُ إسقاطَ واحدةٍ منها وفي الضرَباتِ السياسيةِ على جبَهاتٍ لبنانية وقبل اندلاعِ الحربِ الدبلوماسيةِ في قِمةِ الأردنّ العربية.. ترنحّت الانتخاباتُ واستراحت في عُطلةٍ صيفية غيرِ مبشّرة فيما نُقل عن رئيسِ الجُمهورية العماد ميشال عون تشديدَهُ أمامَ رئيسِ الحكومة ووَزيرِ الداخلية نهاد المشنوق أمسِ على أنّ التأجيل َالتِّقْنيَّ للانتخابات لا يمكنُ أن يتجاوزَ خمسةَ أَشهرٍ كحدٍّ أقصى.. مع تشديدٍ مماثلٍ على حتميةِ وضعِ قانونِ انتخابٍ جديد وهذا تمهيدٌ للتمديد وإن جاء على شكلٍ تِقْنيّ.. وبموجِبِه سوف يكونُ أمامَ الرئيس عون وضعُ بندٍ صارمٍ يضمنُ إنجازَ القانونِ في مُهلةِ الأشهرِ الخمسة.. حتى يقطعَ عليهم خُطتَهم بالتمديد عاماً ونِصفَ عامٍ على أقلِّ تقدير لكنّ ما لم ينجزْه النوابُ في السنواتِ الثماني الماضية لن يُلهمَهمُ الله ابتكارَه في رُبعِ الساعةِ الأخير وعليه فإنَ رئيسَ الجمهورية دَخل في الوقتِ القاتل.. ولم يستثمرْ روحاً إيجابيةً لدى بدايةِ العهد.. وتركَهم معَ بعضِ ذويه يلعبونَ بالصيغِ والاقتراحات ويفصّلون القوانين ويُلبسونها للمحظّيين من السياسيين.. يطوفونَ حولَ الدوائر ويطيّفونها متجنبينَ الطائف لكأنَه شرور لا دستور فلو خاض الرئيس معركة النسبيةِ كفاتحة عهد.. لسارت معه الناسُ والحَراكُ وجرى تفادي جبران الاول والثاني والثالث اليوم.. الوقتُ ضِدُّ الرئيس وضدُّ الوطن وبحسبة السياسيين فإنّ الموّقت دائم.. والأشهرَ الخمسة ربما تتحوّلُ إلى سنواتٍ أربع.