قالت مصادر حزبية في 8 آذار لصحيفة «الجمهورية» انّ تيار «المستقبل» هو من سعى الى خلق موجة تفاؤلية، الّا انّ هذا التفاؤل غير حقيقي».
وأضافت: «لقد سعى الرئيس المكلّف يوم الجمعة، بعد سفر المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، الى خلق جو تفاؤلي وبأنه يستطيع تأليف الحكومة خلال 24 او 48 ساعة قبل سفر الرئيس نبيه بري، إنما المشكلة تبقى في العقدة المسيحية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وحلّها ليس على عاتقه، رامياً بذلك الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، لكنّ حقيقة الامر انه لم يكن هناك اي اجواء تفاؤلية والجميع استغرب كيف خُلقت هذه الاجواء، والرئيس المكلّف كان مضطراً للعودة الى لبنان بسبب زيارة ميركل. ولكي لا يستغرب احد هذه العودة، قام بهذا الحراك في بيت الوسط، وزار بعبدا في اليوم التالي وأوحى بأنّ الحكومة قريبة، وخَلق تيار «المستقبل» وإعلامه موجة تفاؤل لم تكن حقيقية».
وكان إعلام «المستقبل» نقل مساء امس عن مصادر متابعة انّ الحريري قدّم لرئيس الجمهورية «خريطة طريق لتشكيل الحكومة على قاعدة حفظ حقوق الجميع، وتمثيلهم بما يتناسب مع أحجامهم». واضافت المصادر: «لا أعراف لتشكيل الحكومة خارج العرف الوحيد المتعارف عليه المتعلّق بتوزيع الحقائب الاربع الاساسية، اي الداخلية والخارجية والدفاع والمالية». وأكدت انّ «الجميع يعوّل على حكمة رئيس الجمهورية لتسهيل عملية التشكيل»، مشيرة الى «انّ مهلة تشكيل الحكومة لم تتجاوز المهل السابقة».
وفي هذه الأجواء بقيت بعبدا تنتظر جديداً من الحريري، وقال زوّارها لـ«الجمهورية»: ليس هناك أيّ موعد للرئيس الحريري في بعبدا، ما لم يكن لديه ما يوحي بوجود تطوّر جديد حيال مجموعة العقد التي باتت تتحكّم بعملية التشكيل التي بقيت على ما هي عليه.
تزامناً، قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ العقد المشار اليها ما زالت كما هي، وتتلخص بثلاثة: عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» والعقدة الدرزية وعقدة توزير سنة «8 آذار». فالحريري لن يقبل بمَسّ تمثيله الكامل للوزراء السنّة، ولا يستبدل أيّاً منهم إلّا بوزير واحد يتبادله مع رئيس الجمهورية.
من جهة أخرى قالت مصادر بيت الوسط لـ«الجمهورية» انّ العقد تجددت، وفسّر كل من نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إحدى العقد التي ما زالت قائمة، ولا سيما في إشارته الى انّ الحكومة يجب ان تترجم نتائج الإنتخابات النيابية، وهو ما يعني إصرارهم على تمثيل سنّي من خارج «تيار المستقبل».