رأت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الأزمة اللبنانية لا تزال تمهِّد لكارثة في الشرق الأوسط، ولفتت في تقرير إلى أن الحريري "أصرّ الذي بدا أنه كان يشعر بالإنهاك والانفعال الشديدين خلال حوار الأحد، أنه تصرَّف بمحض إرادته، وأنه ليس محتجزاً بالمملكة العربية السعودية".
ووفقاً للصحيفة فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن راضياً عن اتفاقية تقاسم السلطة، التي أبرمها الحريري مع عدد من الفصائل اللبنانية، ومن بينها حزب الله، المنافس الرئيسي للمملكة. وقد ركز خطاب استقالة الحريري على الخطر المتزايد الذي يمثله حزب الله، وبالتالي إيران.
وتتابع الصحيفة القول، وفقاً لما وصفته إحدى الروايات بأن الحريري تلقَّى تلك التعليمات، بعد استضافة أحد كبار مسؤولي السياسة الخارجية الإيرانية، وهو علي أكبر ولايتي، في بيروت. وكتب روبن رايت، الصحفي بجريدة New Yorker "تم استدعاؤه إلى المملكة العربية السعودية وإجباره على الاستقالة، بحسب ما أوردته مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى". وأضاف: "تم إملاء لغة الخطاب عليه، ومنعه من العودة إلى بيروت، وحظر الاتصالات معه.
تقول واشنطن بوست: "حينما تتواجد وسط مواجهة حاسمة، يمكنك أن تصفح عن معظم اللبنانيين لمحاولتهم التوصل إلى سبل تسوية الخلافات. تدخل النزاعات الطاحنة في سوريا والعراق مرحلة جديدة. ففي كلتا الحالتين، تبرز القوى التي تدعمها إيران".
وتابعت: "يؤدي كل ذلك إلى غضب السلطات السعودية والإسرائيلية التي خاضت العديد من الحروب ضد حزب الله. ويشير المحللون إلى السيناريو المحتمل الذي يمكن أن يشهد فرض عقوبات اقتصادية سعودية على لبنان، وربما يؤدي إلى ضربات إسرائيلية عقابية ضد مواقع حزب الله، رغم استبعاد توجيه مثل تلك الضربات".
وأضافت: "ومع ذلك، يزيد سلمان من اعتداءاته ضد اليمن، ويمارس المزيد من الضغوط والعقوبات ضد قطر، دون ظهور أي ملامح للتسوية في الأفق".
أما عن الموقف الأميركي، فترى الصحيفة أنه بالرغم من حدة البيانات الصادرة عن البيت الأبيض، والمناهضة لإيران، إلا أنه من غير المحتمل أن ترحب الولايات المتحدة بمثل هذه المواجهة.