سنا السبلاني
إعلان مفاجئ فجّره وزير الصحة وائل أبو فاعور عن إطلاق تأمين التغطية الصحية والاستشفائية الشاملة لمن تجاوز عمره الـ64 عاماً من اللبنانيين في كل المستشفيات الحكومية والخاصة، مؤكداً أن استفادة أي مواطن من التقديمات الاستشفائية الفورية من دون أوراق تعتبر سارية ولا تحتاج إلى تشريع في مجلس النواب. لكن السؤال هو: في بلد غارق بالتلوّث والنفايات والأطعمة الفاسدة والمسرطنة، هل يعيش اللبناني الى سنّ الـ64 للإستفادة من هذه الخدمات؟!
النظام الصحي في لبنان يعتبر متطوراً ومتوسط العمر المتوقّع مرتفع، بحسب اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ، وﻫﻲ ﻣﺒﺎدرة أعدت بالتعاون ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ الأﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة الاﻧﻤﺎﺋﻲ، فقد وصل متوسط عمر اللبناني المتوقّع إلى 80 سنة في العام 2014. لكن يبدو أن الناشط في الحراك المدني عماد بزي يرى أن الحقيقة معاكسة اليوم، فقد علّق على الموضوع في تغريدة قائلاً إن التقديمات الطبية المجانية جيدة لكن متوسط عمر اللبناني لا يتجاوز 64 عاماً.
ويوضح بزي لـ"الجديد" أن هذه الخطوة مفيدة، خاصة مع تراجع قدرة اللبنانيين على الإنفاق الصحي بسبب غلاء الفاتورة الإستشفائية في لبنان، لكن عدداً كبيراً جداً من اللبنانيين قد لا يستطيع الصمود حتى بلوغ السن المحدد، خاصة إن اصيبوا بأمراض مزمنة او أمراض يتطلب علاجها مبالغ كبيرة.
ويؤكد أن النتائج في الأعوام المقبلة ستظهر تراجعاً واضحاً في هذه الأرقام، لافتاً الى أن ما خلفته أزمة النفايات من ضرر صحي وبيئي على صحة اللبنانيين لن تظهر فوراً بل على مدى السنوات المقبلة: "الأطعمة الفاسدة والملوثة والمياة الجوفية التي تضررت نتيجة تخمر النفايات وعصاراتها في الشوارع وتسربها نحو عمق التربة بسبب الطمر العشوائي وغير الصحي ستظهر نتائجها على هيئة أمراض ستؤثر بالتأكيد على صحة البنانيين خاصة في ظل الإهمال وعدم القدرة على دفع الفواتير الإستشفائية".
قرار الوزير لم يوضع موضع التنفيذ بعد، وسيتم الإعلان عنه في مؤتمر صحافي رسمي من السراي الحكومي في 19 تموز الحالي، برعاية رئيس الحكومة تمام سلام. وبحسب معلومات "الجديد"، فإن آلية تطبيق القرار لن تكون معقّدة ولن تحتاج معاملات إدارية، بل فقط تقديم هوية الشخص الذي بلغ سن الـ64، وسيكون المستشفيات رسمية وخاصة، ملزمة باستقباله والعناية به على نفقة الحكومة.
وتشير معلومات الجديد الى أن التغطية الصحية من الوزارة، التي ارتفعت من 85% الى 100%، ستشمل أي مواطن لبناني لا يستفيد من التغطية الصحية التي يؤمنها الضمان الإجتماعي أو تعاونية موظفي الدولة.