تفاهم بين موسكو وواشنطن: الأميركيون في التنف دون باقي الحدود؟

2017-05-30 | 02:01
views
مشاهدات عالية
تفاهم بين موسكو وواشنطن: الأميركيون في التنف دون باقي الحدود؟

بدأت الملامح الأولى لمستقبل المعارك والنفوذ في مناطق البادية الشرقية بالظهور من خلال اتفاق بين واشنطن وموسكو يكرّس الوجود الأميركي في التنف ومحيطها ويحدّه عن التوسع شمالاً على طول الحدود، بحسب ما أشارت صحيفة "الأخبار". 
ولفتت الصحيفة الى انه وبرغم تلك التفاهمات، تُبقي دمشق مع حلفائها استعداداتهم لخوض سباق نحو منطقة وادي الفرات، إذا ما قرر الأميركيون التحرك خارج إطار التفاهم.
فقد تغيّرت المعادلة الميدانية في غرب البادية كثيراً منذ الغارة الأميركية ضد قوات الجيش وحلفائه على طريق التنف قبل ما يزيد على عشرة أيام. فتلك القوات التي كانت حينها تسيطر على جيب متقدم رأسه منطقة السبع بيار، عزّزت مواقعها وكسبت أهم مواقع "داعش" المجاورة في جبال تدمر الغربية، وضمنت أمان قواتها المتقدمة شرقاً.
والمعارك الجانبية للتوسّع نحو الشمال والجنوب في البادية أصبحت بعيدة نحو ريفي حمص وحماة، شرقي جب الجراح والسلمية، ولم يبق سوى جيب بادية ريف دمشق الذي يسيطر عليه فصيل "جيش أسود الشرقية" ليصبح الشرق مقصد الجيش وحلفائه الرئيسي.
وفي هذا السياق يبرز محوران رئيسيان عند الحديث عن التقدم شرقاً، هما التنف والسخنة. وتختلف الظروف المرافقة لأي معارك محتملة على هذين المحورين، بوجود قوات خاصة أميركية وبريطانية في قاعدة التنف مع عدد من الفصائل التي ترعاها وتديرها. وفي الوقت الذي أكدت فيه دمشق، قبل وقت قصير، أولوية التوجه نحو دير الزور، يبدو الطريق مفتوحاً لتصعيد الجهد العسكري في هذا الاتجاه، بمساندة روسية قويّة ومن دون "فيتو" أميركي مباشر.
أما على جبهة التنف، فيثير الرد الأميركي المباشر الأول تساؤلات كثيرة حول نيّات التصعيد مع الجيش وحلفائه هناك، خاصة أن واشنطن أصرّت على أنها حاولت تحذير القوات المتقدمة لتفادي الصدام، وطلبت من روسيا ثني ذلك التحرك نحو "منطقة منع التصادم". وتشير المعلومات في هذا السياق إلى أن الأميركيين والروس توصّلوا قبل أيام إلى "تفاهم" غير معلن، على توزيع الجبهات ضد "داعش" وتقسيم مناطق السيطرة على الحدود السورية ــ العراقية.
الى ذلك اشارت المصادر المطلعة إلى أن الاتفاق يترك للأميركي "منطقة أمان" تمتد ضمن نطاق دائري لحوالى 60 ــ 70 كيلومتراً من قاعدتها في التنف، فيما تعود للجانب الروسي وحلفائه السيطرة على المناطق الباقية من البادية الحدودية شمالاً، باتجاه مناطق وادي الفرات. 
كما يترك هذا الاتفاق للفصائل المدعومة أميركياً السيطرة على معبر التنف مع العراق، فيما يتيح للقوات السورية وحلفائها التقدم نحو معبر القائم المقابل لمدينة البوكمال السورية. كذلك، يفرض خطوط "منع تصادم" بين الجانبين، على حدود المنطقة الدائرية.
وفي موازاة ذلك، تأتي تصريحات الفصائل المدعومة أميركياً المتكررة حول نيتها التقدم شمالاً نحو مدن وادي الفرات، وفق الصحيفة لتفتح الباب أمام احتمالات خروقات لهذا الاتفاق، أو محاولات أميركية لفرض أمر واقع.
وفي هذا الصدد تشير المصادر إلى أن دمشق وحلفاءها "لن يسمحوا للأميركي بالإمساك بالحدود، وإذا أصرّ على التدخّل، فـ"الحشد الشعبي" سيدخل أيضاً من شمالي البادية". 
ولفتت المصادر إلى أن ما يجري العمل عليه حالياً "هو تشكيل هلال واقي حول التنف، مع منح الأميركي هامشَي تحرك محصورين داخل هذا الهلال، وبالتالي محاصرته في منطقة التنف ومنعه من التمدد شمالاً». وقد يقرأ وصول "الحشد الشعبي" أمس إلى الحدود السورية، وإن كان في نقطة شمالية بعيدة عن وادي الفرات، ضمن الخطط البديلة الجاهزة لمواجهة الخطط الأميركية المحتملة.
وتتقاطع المعلومات عن الاتفاق حول الحدود مع التوضيحات التي صدرت أمس عن فصيل "مغاوير الثورة"، والتي تؤكد أن دوره محصور في المعارك ضد "داعش" ومع ما نقل عن المتحدث باسم "المغاوير"، البراء فارس، الذي أكد أن "(التحالف) يدرّب ويجهّز القوات لمحاربة (داعش) وليس شريكنا في محاربة النظام".
كذلك نقلت مصادر معارضة عن المتحدث باسم القيادة الأميركية المركزية، أمس، ما مفاده أن "التحالف لن يسمح بوجود قوات النظام وحلفائه ضمن نطاق 55 كيلومتراً من مناطق وجود قوّاته".

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق