حجب المواقع الاباحية يعيد إحياء ظاهرة غابت عن سوريا لسنوات!

علاء حلبي - سوريا 

فتح حجب الحكومة السورية لأكثر من 150 موقعاً إباحياً الباب على مصراعيه أمام عودة انتشار ظاهرة كانت قد غابت عن الساحة السورية منذ عدة أعوام.

قبل نحو 8 أعوام، كانت تنتشر في المدن السورية ظاهرة بيع الأفلام الاباحية على بسطات صغيرة متنقلة يتاجر بها المراهقون بشكل رئيسي، قبل أن تندثر هذه الظاهرة تدريجياً مع الانفتاح الكبير الذي وفره الانترنت، والذي جعل المحتوى الاباحي مجاني ومتنوع المصادر.

قبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت الأسواق السورية تضج بالأقراص الليزرية المقرصنة لألعاب وبرامج وأفلام عالمية حديثة، وكانت للأفلام الاباحية نسبة كبيرة من هذه السوق، حيث كان القرص الواحد يباع بنحو نصف دولار (25 ليرة سورية حينها).

أثارت هذه الظاهرة حينها وسائل الإعلام السورية التي نشرت مئات التحقيقات عن هذه الظاهرة، التي لم تتمكن الجهود الحكومية من ضبطها.

ولاقى قرار حجب المواقع الاباحية في سوريا أصداء متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، غلب على معظمها انتقاد هذا القرار.

ورأى منتقدو هذا القرار أن حجب المواقع الاباحية لن يحل المشكلة الاخلاقية الموجودة في المجتمع السوري، والذي يحتاج إلى بناء وعي أخلاقي وجنسي قد يبدأ من المدرسة، فسياسة المنع ليست الحل وإنما ستخلق مشاكل أخرى.

وتظهر بين حين وآخر حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإدخال مادة حول التربية الجنسية في الناهج الدراسية في المدارس السورية، إلا أن هذه الحملات تلقى رفضاً دينياً حتى الآن، ومواربة عبر إدخال دروس توعوية في منهاج التربية الدينية.

إلى ذلك، رأى مؤيدو هذا القرار أن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد في كبح جماح الانحرافات الجنسية الموجودة في المجتمع، حيث ساهمت الأفلام الاباحية في تشويه فكرة الجنس، وتحويله إلى "سلوك حيواني" في كثير من الأحيان، إضافة إلى كون هذه الأفلام محرمة شرعاً.

وتعتبر المواقع الاباحية من أكثر المواقع التي يزورها السوريون، حتى مع اندلاع الحرب، وفق إحصاءات موقع "اليكسا"، حيث توجد 6 مواقع إباحية مشهورة بين المواقع الأكثر زيارة من سوريا، بينها موقعان ضمن قائمة المواقع العشر الأكثر زيارة.

الشريحة الواسعة من سوريا التي ترتاد المواقع الإباحية لن يردعها قرار الحجب بكل تأكيد، قد يلجأ قسم من هذه الشريحة إلى برامج "كسر البروكسي"، أو إلى القنوات التلفزيونية الإباحية، أو إلى "السيديات" التي من المتوقع عودة انتشارها لانخفاض أسعارها ولسهولة الحصول عليها، وكونها ستوفر مصدر دخل كبير لنسبة لا بأس بها من الباعة الجوالين، فكيف ستكافح الحكومة السورية هذه الظواهر؟.