اهالي حلب يحوّلون شرفات منازلهم الى مشاتل!

2016-10-24 | 14:57
اهالي حلب يحوّلون شرفات منازلهم الى مشاتل!
هند الملاح
يستيقظ ابو حسن حزوري ابن الخمسة وثلاثين عاما صباحاً، يبدّل ملابسه ويتوجه الى بئر المياه الموجودة  في الحي الذي يقطنه في حلب، يسلك الطريق الذي يصل منزله بالبئر ذهابا وإيابا مرات عديدة حاملا ابريقا بلاستيكيا ليؤمن كمية المياه التي تحتاجها مزروعاته.
ينتهي من ري المزروعات، ليعاين بعدها ما اصبح جاهزا من محصول للقطاف، ومن ثم يتوجه لمتابعة ما تبقى من تجارته في مجال السيارات والعقارات بعدما خسر 90% منها بسبب الحرب، ليختم نهاره باللعب مع بناته الخمس وابناء اخيه.
ابو حسن حوّل ما تبقى من سطح منزله في حلب الى مزرعة صغيرة، مستخدما حجارة الباطون كمنبت للبذور، خوفا من ان تشتهي والدته المسنة اي نوع من الخضار او الفاكهة غير المتوفرة في جميع الاوقات ويعجز عن تأمينها لها.
هذه مشاهدات من فادي، جار ابو حسن، الذي تواصل مع "الجديد" عبر موقع الفايسبوك لينشر قصة جاره الملفتة.
انتظر ابو حسن طفلاً ذكراً من زواجه، يروي فادي، وبعدما رزق بـخمس اناث وصل الصبي إلا ان فرحته لم تكتمل. لم يكد الطفل يكمل شهره الاول حتى تعرض الحي الذي كانوا يسكنوه الى قصف عنيف دفعه الى المغادرة وعائلته خوفا على الاطفال، وعلى الطريق انتاب الطفل حالة رعب جراء اصوات القصف تسببت بوفاته، كما يروي أحد جيرانه لـ"الجديد".
بعد خسارة وحيده وعمله خاف من خسارة والدته، فحوّل لها المنزل الى مزرعة فيها ما تشتهي من زرع، حصل على البذور من "مجلس محافظة حلب الحرة" الذي ارشده ايضا على مواسم الزراعة واسلوبها فزرع ما تيسّر وبات ينتظر المحصول.
في منزل ابو حسن نجد الباثنجان والبندورة والبقدونس والفليفلة والتين، وهو ليس المنزل الوحيد الذي لجأ الى الزراعة في حلب، فخوفا من ان يلقى اهلها مصير أهل حمص ومضايا واليرموك من مجاعات، حول كثير من أهالي حلب شرفات منازلهم الى مزارع صغيرة، لتتحول المدينة الشهيرة بتجارتها إلى مدينة زراعية.

 

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق