هند الملاح
بعد اقل من ٢٤ ساعة على اعلان القوات التركية دخول مدينة الباب السورية برفقة فصائل من المعارضة المسلحة، فجّر شخص سيارة مفخخة كان يقودها في حشد من المقاتلين التابعين للمعارضة قرب مدينة الباب شمالي سوريا.
فهل يسعى التنظيم الى استرداد المدينة؟!
بات من المؤكد أن قوات درع الفرات المدعومة من الجيش التركي دخلت مدينة الباب بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها إلا انها "ليست المرة الاولى التي ينسحب التنظيم فيها امام القوات التركية وقوات درع الفرات ما يعيد الى الواجهة العلاقة بين تركيا والتنظيم الارهابي"، بحسب ما يقول الخبير العسكري عمر معربوني في اتصال مع موقع "الجديد"، مشيرا الى ان عملية الدخول الى مدينة الباب كانت غريبة فهي "بدت سهلة مقارنة بما حصل من مواجهات اوحت بأن التنظيم يستطيع ان يعيق عمل القوات التركية وقوات درع الفرات فترة اطول، فالمقاومة كانت شرسة من قبله".
ويدرج معربوني المسألة ضمن سياق مرسوم مسبقا لتسهيل دخول القوات التركية الى "الباب"، الامر الذي يجعل فرضية محاولة التنظيم الهجوم لاستعادة المدينة من جديد مستبعدة حتى الآن. كذلك وضع التفجير ضمن "النمط الذي يتبعه التنظيم"، لافتا الى ان هذا الامر سيتكرر كثيرا.
أما عن المخاوف من استكمال تركيا التمدد للسيطرة على اجزاء اكبر من الاراضي السورية، فـ "دخول القوات التركية للمدينة لن يغير من الواقع الميداني شيئاً اذا نظرنا الى حركة الجيش العربي السوري منذ اكثر من شهر ونصف فهو ينفذ عمليات باتجاه الريف الشرقي لمدينة حلب استطاع من خلالها ان يحرر اكثر من ٤٥٠ كلم". الجيش السوري يعمل على اغلاق جنوب منطقة الباب في اتجاهات ثلاثة لمنع التمدد التركي، كما ان الواقع العسكري الحالي بحسب معربوني "لا يوحي بنية تركيا تنفيذ عمليات توسع نحو الجنوب تفاديا لمواجهة محتملة مع الجيش السوري".