اعلن الجيش العراقي إن تنظيم "داعش" فجر مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء الشهيرة في الموصل يوم امس مع اقتراب القوات العراقية الساعية لطرد التنظيم من المدينة من موقع المسجد.
وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أعلن من منبر المسجد "دولة الخلافة" في مناطق شاسعة بالعراق وسوريا قبل ثلاثة أعوام.
وفي السياق قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على موقعه الإلكتروني "تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري إعلان رسمي لهزيمتهم".
لكن وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بداعش زعمت ان طائرات أميركية هي التي دمرت المسجد. وسارع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد بنفي تلك المزاعم.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان لوكالة "رويترز": "لم ننفذ ضربات في تلك المنطقة".
وقال الميجر جنرال بالجيش جوزيف مارتن الذي يقود الوحدات البرية في القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "مسؤولية هذا الدمار تقع بالتأكيد على عاتق داعش".
ووزع المكتب الإعلامي التابع للجيش العراقي صورة التقطت من طائرة يبدو فيها المسجد ومنارته وقد سويا بالأرض وسط منازل صغيرة بالمدينة القديمة وهو حي تاريخي تحاصر فيه القوات العراقية المتشددين.
وقال الجيش العراقي في بيانه إن "عصابات داعش الإجرامية" ارتكبت جريمة تاريخية أخرى بنسف مسجد النوري ومنارته الحدباء التاريخية.
وأوضح البيان أن الانفجارات وقعت مع اقتراب وحدات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية التي تزحف للسيطرة على المدينة القديمة إلى مسافة خمسين مترا من المسجد.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن التفجير مساء امس وقال الفريق عبد الغني الأسدي القائد الكبير بجهاز مكافحة
الإرهاب بالموصل في تسجيل مصور نشر عبر تطبيق للتراسل "لكن هذا ما راح يثني عزيمتنا بطردهم.. أو قتلهم وليس طردهم بعد .. وين نطردهم وين طردهم.. قتلهم داخل المدينة القديمة".
وكانت القوات العراقية طوقت اول من امس معقل التنظيم في المدينة القديمة وهي آخر منطقة تحت سيطرة "داعش" في الموصل.
وكان المسجد سمي باسم نور الدين زنكي الذي حارب الصليبيين في القرن الثاني عشر، وقد شيد في عامي 1172 و 1173 بعد وفاة زنكي بوقت قصير.
وعندما زاره الرحالة الشهير ابن بطوطة بعد قرنين من الزمان كان قد بدأ انعطاف المنارة ولهذا السبب أطلق عليها اسم الحدباء.
وشيد المسجد بأشكال هندسية معقدة في تصميمات وجدت أيضا في إيران ووسط آسيا. وقال نبيل نور الدين وهو باحث في الآثار والتاريخ متخصص في الموصل ومنطقة نينوى إن المنارة لم تشهد أعمال تجديد منذ عام 1970 مما يجعلها في خطر من التفجيرات حتى إن لم يتم استهدافها بشكل مباشر.