الأكراد يستنجدون بدمشق.. عفرين أمام واقع جديد؟

2018-02-19 | 12:06
الأكراد يستنجدون بدمشق.. عفرين أمام واقع جديد؟
محسن المختفي

تطور جديد طرأ على الجبهة الشمالية لسوريا تمثل بإلإعلان عن التوصل لإتفاق بين الحكومة السورية من جهة والأكراد من جهة أخرى يقضي بدخول الجيش السوري وقوات موالية له إلى منطقة عفرين، في إطار التعاون لصدّ الهجوم التركي الذي تشنّه أنقرة على المنطقة ضدّ الأكراد وحماية أهلها.

هذه الخطوة لاقتها تركيا بحذر، إذ سارعت على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو إلى إطلاق تحذير، قال فيه: "إذا دخل النظام إلى عفرين لتطهيرها من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي فلا توجد مشكلة. لكن إذا جاء للدفاع عن وحدات حماية الشعب الكردية فحينها لا شيء ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك".

فهل تندلع مواجهة بين الجيش السوري والقوات التركية في المنطقة؟

"عفرين لها خصوصية معينة"، يقول المحلل العسكري والإستراتيجي عمر معربوني في حديث لـ"الجديد"، ويوضح: "لم تكن القوات الكردية الموجودة في عفرين على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة الأميركية بالشكل الموجود في منطقة شمال شرق سوريا وتحديداً من منبج إلى الحسكة والقامشلي. وعلى هذا الأساس ومنذ أقل من شهر تقريباً، أطلقت القوات التركية عملية تحت مسمّى "غصن الزيتون" وأعلنت مجموعة من الأهداف. ولكنّ حتى اللحظة لم تستطع القوات التركية تحقيق أهدافها المعلنة لجهة السيطرة على عفرين حيث لا تزال المعارك على أطراف المنطقة بشكل عام ولم تستطع القوات التركية سوى الإستيلاء على نقاط إرتكاز بسيطة لا تؤهلها لتحقيق إنجازات ميدانية تذكر خصوصاً وأنّ نقاط الإرتكاز لا تتجاوز الكيلومترات القليلة في إتجاهات الهجوم السبعة التي أطلقتها القوات التركية. وعليه، منذ بداية العملية التركية التي تستهدف الوصول الى قلب منطقة عفرين، بدأت سلسلة من الإتصالات بين الحكومة السورية والادارة الذاتية الموجودة في عفرين بهدف تأمين دخول الجيش السوري الى المنطقة".

ويضيف معربوني: "الأجواء حتى الآن تبدو إيجابية، وطلائع الجيش السوري تستعد بعد ساعات من الآن في الحدّ الأقصى للدخول الى مدينة عفرين بشكل خاص على أن تستكمل عمليات الإنتشار بشكل كامل في كل منطقة عفرين. هذا الإجراء تم من خلال إتصالات مباشرة جرت بين الإدارة الذاتية الكردية وبين مسؤولين في الدولة السورية لتثبيت مجموعة من الإجراءات منها: رفع العلم السوري على الإدارات الرسمية الموجودة في عفرين، إستلام الشرطة السورية الأمن في المنطقة بشكل كامل، والعمل على إنتشار وحدات من الجيش السوري في المرحلة القادمة على كافة نقاط وخطوط التماس مع الأتراك. وفي حال تمت العملية بما هو متفق عليه، يمكن القول إنّ العملية التركية ستتواصل لأنّه سيكون على الأتراك حينها الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري الذي سيتمكن في كل المنطقة".

وفي هذا الصدد، يلفت معربوني إلى أنّه "من المفيد الإشارة إلى أنّ هذه العملية تمّت برعاية سورية - إيرانية وبتفاهمات معينة مع الأتراك بحيث يمكن القول إنّ دخول الجيش السوري الى عفرين بعد عجز القوات التركية لمدة شهر أو أقل عن تحقيق إنجازات هناك سيكون بمثابة إنزال الأتراك عن الشجرة، لأنّ إستمرار العمليات في هذا الشكل سيكون مكلفاً على الأتراك والأكراد أيضاً الذين يتكبدون خسائر كبيرة في الأرواح والأملاك إثر القصف الذي تتعرض له القرى في منطقة عفرين. حتى الآثار في عفرين لم تسلم من القصف التركي، وبالتالي دخول الجيش السوري إلى المنطقة سيذهب بإتجاه تأمين أجواء مختلفة تماماً ستُنهي العملية التركية وفي الوقت نفسه ستحاكي الهواجس التركية بنتيجة إتصالات تحصل وستستمر بين الجانب الروسي وإيران من جهة مع الجانب التركي من جهة أخرى".

وعما إذا كان هذا الإتفاق جرى برضى وموافقة روسية، قال معربوني: "ليست هناك مواقف روسية معلنة في هذا الإتجاه، لكنّ من المفيد التذكير بأنّه حتى قبل إنطلاق العملية التركية، كان هناك جهود روسية لدخول الجيش السوري الى منطقة عفرين إصطدمت في الحقيقة بمواقف الإنفصاليين الأكراد وأدّت إلى بدء العمليات التركية. أما الآن فيمكن القول إنّ القيادات الحكيمة عند الأكراد أدركت طبيعة المصاعب التي يمكن أن تنشأ من إستمرار العملية والقيود التي يمكن أن تمارس على منطقة عفرين والخسائر التي يمكن أن تلحق في الأرواح والممتلكات".

ويتابع: "على هذا الأساس، إنّ دخول الجيش السوري الى عفرين بالتأكيد هو برعاية روسية مباشرة أو غير مباشرة، لكنّ أيضاً الإيرانيين لهم دور في ذلك، وهو يصب في إتجاهين: الأول، أنّ هذه العملية تؤكد سيادة سوريا على كل أراضيها من خلال إستهداف السيادة في منطقة عفرين بشكل مباشر ويمكن أن تدخل الأكراد في مباحثات في الحد الأدنى مباشرة في أيّ عملية سياسية قادمة خصوصاً وأنّ بعض أكراد سوريا يحمل مشروعاً إنفصالياً، لكنّ المسؤولين الأكراد في منطقة عفرين أعلنوا رفضهم للموضوع ما يؤكد سورية منطقة عفرين ويؤكد إلتزام الأكراد في مرجعية الدولة السورية كمرجعية نهائية مع طرحهم لحقهم في إدارة شؤونهم، ما قد يكون جزءاً من الحل الشامل في سوريا على إعتبار أنّ الإدارة الذاتية أو أحد أشكال اللامركزية الإدارية يمكن أن يكون على الأقل مستخدماً في كل سوريا وليس فقط في منطقة عفرين أو المناطق التي يعيش فيها الأكراد".

ويختم معربوني مؤكداً أنّ "دخول الجيش السوري إلى عفرين سيؤشر بإتجاه أنّ السيادة هي لدولة سوريا وأنّ هذه المناطق يعيش فيها أكراد إلا أنّ السيطرة فيها للدولة السورية فقط لا غير".
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق