معركة دير الزور مستمرة... حرب مصيرية بأثمان باهظة

2017-01-18 | 03:24
views
مشاهدات عالية
معركة دير الزور مستمرة... حرب مصيرية بأثمان باهظة
يسعى تنظيم "داعش" بشكل مستميت للسيطرة على مطار دير الزور وإخراج جزء شديد الأهمية من المدينة عن سيطرة الجيش السوري، في مقابل سعي الجيش إلى تثبيت نقاط التماس كمرحلة أولى. 
وفي هذا السياق يرى الكاتب في صحيفة "الاخبار" صهيب عنجريني ان  معركة دير الزور تحظى بصفة "المصيرية" بامتياز، سواء في ما يتعلق بمفاعيلها العسكرية، أو ما يرتبط بالمشهد العام للصراع.
وتابع الكاتب انه "في توقيت بالغ التّعقيد، تأتي محاولات تنظيم "داعش" المستميتة لتثبيت واقع جغرافيّ جديد في دير الزور، واقع يتجاوز المدينة بحد ذاتها إلى شرق سوريا فشمالها. ودفعت دير الزور خلال الحرب أثماناً باهظةً، ضريبةً لموقعها الجغرافي، سواء في ما يتعلّق بالشريط الحدودي الطويل الذي يربط ريفها بالعراق، أو ما يتّصل بخريطة السيطرة التي أفرزتها الحرب ووضعتها على تماسٍ مع "عاصمة الخلافة" في الرّقة ومع مساحات مفتوحة من البادية السوريّة الممتدّة حتى حمص غرباً وإلى الحدود الأردنيّة جنوباً، كما مع معاقل التنظيمات الكردية في الحسكةً".
وقد دفعت الأهميّة الاستثنائيّة للمحافظة الجيش السوري إلى التمسّك بمناطق سيطرة فيها على امتداد السنوات الماضية، رغم صعوبة المهمّة، وتعرضت هذه المناطق مرّة إثر مرّة لقضم من قبل تنظيم "داعش" وصولاً إلى المعارك الرّاهنة التي باتت تهدّد ما بقي منها، ولا سيّما المطار ومقر اللواء 137.
وتابع الكاتب انه "ثمّة نقاط كثيرة تستدعي الإشارة إليها في أي مقاربة للمعركة المصيريّة الدّائرة منذ أيّام، يأتي على رأسها التوقيت على مسافة أيّام من انعقاد محادثات آستانة التي تُشكّل (بغضّ النظر عن نتائجها) علامة فارقةً لجهة تقارب اللاعبين الروسي والتركي غير المسبوق، كما على مسافة قصيرة من تسلّم الإدارة الأميركيّة الجديدة مهماتها. وتتشارك معطيات كثيرة في ترجيح كفّة شهري شباط وآذار المقبلين ليشكّلا مفترقاً زمانيّاً مهمّاً في مشهد الحرب السوريّة في خضم تداخل مصالح وأجندات اللاعبين الدوليين والإقليميين، حتى ضمن المعسكر الواحد."
وفي هذا الإطار، تجهد بعض الأطراف في الدفع إلى تشكيل حاملٍ ميدانيّ يضع الجغرافيا السورية بدورها أمام مفترق حاسم. وكعادته، يحضر التنظيم المتطرّف كما حضر في معظم المفاصل الميدانيّة المهمّة في المشهد السوري. ومن المعروف عن "داعش" براعته في استثمار التناقضات التي يزخر بها الملف السوري، وإجادة تسخيرها لخدمة خططه ومصالحه. وتبدو السيطرة على دير الزور أهميّة وجودية للتنظيم في مرحلة يوشك فيها على خسارة تموضعات بالغة الأهميّة في الجوار العراقي، ويستعدّ لمواجهة هجمات جديدة على معقله السوري الأبرز (الرقّة)، يبدو مرجّحاً أنّ العدّ العكسي لها سيبدأ في عهد الإدارة الأميركيّة الجديدة.
ويبدو لافتاً في هذا السياق، يتابع الكاتب أن هجوم التنظيم في دير الزور قد استُبق بانخفاض زخم معارك "غضب الفرات" التي يفترض أن تشنّها "قوّات سوريا الديموقراطيّة" تحت إشراف "التحالف الدولي" في الريف الشمالي للرقّة، الأمر الذي ينطبق أيضاً على عمليّات "درع الفرات" التركيّة. وينبغي الأخذ في الاعتبار أنّ نجاح التنظيم في الوصول إلى مبتغاه والسيطرة على كامل دير الزور قد يؤثّر تالياً بمسارات المعارك في مناطق أخرى، مثل تدمر والباب، وحتى الحسكة التي ستغدو في حال خسارة دير الزور آخر ملمح في حضور الدولة السوريّة في الشّرق.
ورأى الكاتب ان معركة دير الزور الحاليّة ليست معركة أيّام عابرة، بقدر ما هي حلقة في سلسلة يُخطّط لاستمرارها على المدى المنظور. وخلافاً لما تذهب إليه بعض القراءات، يتابع عنجريني،  يبدو من المستبعد أن تفضي المعارك الراهنة إلى خسارة الجيش السوري كل مناطق سيطرته، كما يُستبعد مقابل ذلك أن تنتهي بعودة خريطة السيطرة إلى ما كانت عليه. 
وقال مصدر عسكري قيادي إنّ الأمور على جبهات دير الزور في نطاق السيطرة، ومعارك مثل هذه لا تُحسم في ساعات كما يظنّ البعض. واضاف: "كسر زخم الهجوم الأول وعدم الانكفاء الكليّ لعبا دوراً كبيراً في توازن القوات على مختلف المحاور وحِفظ الروح القتاليّة، في مقابل أثرٍ عكسيّ على الإرهابيّين الذين يخسرون في كل ساعة أعداداً أكبر من الساعة التي سبقتها». المصدر أكّد أنّ «أبطال الجيش في دير الزور الذين خبروا إرهابيي داعش طوال السنوات الماضية يعرفون تماماً كيف يديرون المعركة ويخوضونها، والعبرة في الخواتيم".
 
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق