أكد وفد حكومي أوسترالي أثناء لقائه "وسطاء" مقرّبين من سوريا وحزب الله، أن هناك نحو 200 إرهابي أوسترالي تخشى الحكومة عودتهم من سوريا إلى أوستراليا، بحسب ما اشارت صحيفة "الاخبار".
واضافت الصحيفة ان الجلسة التي تقع في خانة تبادل "وجهات النظر" حفلت بالانتقادات للحكومة الأوسترالية، بسبب سياستها المنحازة إلى الأميركيين، فيما وعد الوفد برفع توصيات إلى حكومته لتصحيح ما يمكن تصحيحه.
وفي التفاصيل بحسب الصحيفة فانه قبل نحو ثلاثة أسابيع، التقى وفد رسمي من وزارة الخارجية الأوسترالية يضمّ ممثّلين عن السفارة الأوسترالية في لبنان و"البعثة الأوسترالية في الشرق الأوسط"، أحد الوسطاء المقرّبين من سوريا وحزب الله، في لقاء رسمي لتبادل وجهات النظر حيال التطوّرات الأخيرة في المنطقة. جاء اللقاء عقب العدوان الثلاثي الذي شنّته أميركا وفرنسا وبريطانيا، بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي، وجاء الموقف الأوسترالي داعماً للعدوان.
وفي بداية الجلسة، سمع الأوستراليون تأكيداً لعمق العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري والشعب الأوسترالي، قبل أن يسمعوا انتقاداً واضحاً بسبب الموقف من العدوان، وأنه "يتعارض مع المواثيق الدولية والقيم التي تتغنّى بها أوستراليا"، وأن "مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضرّ بالمصالح الأوسترالية"، وأن سوريا لا يمكن أن تفتح الباب أمام التنسيق الأمني ما لم يقترن بعودة العلاقات الدبلوماسية. وحين أشار الأوستراليون إلى أن موقف بلادهم بقطع العلاقات منسجم مع المواقف الدولية، أكّد المضيفون أن "الأميركيين يفعلون شيئاً في العلن ويقومون بنقيضه في السر، وهم يسعون للحوار مع السوريين في القنوات المغلقة، وسوريا هي التي ترفض الحوارات السرية".
كما اكد الأوستراليون أنهم "يؤيّدون تحقيقاً محايداً بشأن القصف الكيميائي"، وأنهم "لا يملكون معلومات عن السبب الذي دفع حكومتهم إلى تأييد الضربة الغربية، والأميركيون قالوا إن أدلتهم على استخدام الكيميائي استخباراتية سرية ولم يصرّحوا عنها، لكنهم متأكدون من أن حكومتهم حاورت الأميركيين، وبناءً على هذا الحوار جرى تأييد الضربة".
وأضاف الأوستراليون أن حكومتهم "مستمرة بتقديم الدعم للشعب السوري بموازنة 220 مليون دولار، وهي تسلِّم هذه المساعدات للجهات الدولية المعنية، لكنها لا تعرف أين تصرف هذه المساعدات، أفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أم المعارضة؟".
وبدا الأوستراليون، تتابع الصحيفة، مهتمين بالحوار الإيراني التركي الروسي، ومدى انعكاسه على عودة العلاقات بين سوريا وتركيا، وتحديداً بين الرئيس بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وما إذا كان سيُميَّز بين الإرهابيين في الشرق السوري، وما إذا كانت "آستانا" تدعم "مسار جنيف"، وانعكاس ذلك على الدستور السوري "الجديد".
وفي ما خصّ علاقة الأسد بأردوغان، دلّل المضيفون على أن الأسد استقبل وفداً أرمنياً سورياً من حلب في ذكرى الإبادة الأرمنية، في دلالة على استمرار موقفه من تركيا. وذكّر برفض الأسد المشاركة في قمة إسطنبول الأخيرة، مشدداً على أن "الحكومة السورية تميّز بين الشعب التركي والدولة التركية، وبين النظام التركي وحزب العدالة والتنمية المتطرف، وأن السوريين يشعرون بالغدر من أردوغان". مؤكّداً أن "الدورين الإيراني والروسي لم ينجحا في إيجاد علاقة إيجابية بين الأسد وأردوغان".
وبالحدث عن إيران، تناول الأوستراليون "موقف إيران الإيديولوجي"، سائلين إن كان الأسد يقلق من هذا الأمر مستقبلاً، ومن أن "إيران تريد محاربة إسرائيل من سوريا، فهل سيرضى الأسد؟". فأجاب المضيفون بأن "الأسد وإيران متفقان على العداء لإسرائيل ومواجهتها، والأسد يستفيد من القوة الإيرانية في حماية سوريا من إسرائيل، وإسرائيل تحتل أراضي سورية لا إيرانية، وبالتالي، يعرف الأسد كيف ينسّق العمل بين حلفائه الصادقين إيران وروسيا والصين وحزب الله مثل قائد أوركسترا. عندما كان الشاه يشرب الفودكا مع الإسرائيليين، كان الأسد الأب يقاتل إسرائيل، والآن هناك تفاهم تام بين الأسد والقيادة الإيرانية حول أدق التفاصيل"....