هند الملاح
لا ينكر أحد أن تغيّراً كبيراً طرأ على قواعد الإشتباك في المنطقة السبت الفائت، إثر اسقاط الدفاعات السورية لطائرة F-16 اسرائيلية.
الأمر يحمل ابعاداً كبيرة وهو، وفقا للكاتب السياسي أمين قمورية، يشكّل ضربة معنوية كبيرة للعدو الاسرائيلي لن يتمكن الكيان الصهيوني من هضمها بسهولة، "فواحدة من أحدث طائراته اسقطت بصاروخ سوري أقل تطورا، الأمر الذي فرض تساؤلات جديدة حول تفرّدها جوّاً".
كيف سيتعامل الكيان الصهيوني مع الأمر، وهل سيسير نحو حرب جديدة؟!
مسألة التصعيد الكبرى في المنطقة مرتبطة بأمور وأطراف جديدة، يقول قمورية، واصرار العدو الاسرائيلي على التذكير بأنه نفذ 12 غارة تلت اسقاط الطائرة كرد على الأمر هو دليل على أن لا رغبة لديه بالمبادرة الى حرب.
ويشير قمورية في حديث لموقع "الجديد" إلى أن اسقاط الطائرة يحمل رسالة روسية واضحة الى الاميركي "اسقطوا طائرتنا السوخوي اسقطنا لكم الـ F16. لا تستهدفونا شمالاً، لا نستهدفكم في الجنوب السوري. فضلاً عن أن قرار الحرب والسلم الآن بات غير مرتبط بالقرار الاسرائيلي او الاميركي وحده، ومن الواضح ان لا طرف يرغب في التصعيد، لا سيّما الروسي الذي يدير المفاوضات في المنطقة".
أما المخرج المتوقع للتوتر الذي خلّفه سقوط الـ F-16، فيبدو أنّه يتمثل في الحدّ من الدور الإيراني في سوريا، وتحديداً في الجنوب، فبحسب قمورية "طلبت إسرائيل من روسيا تحجيم الدور الايراني جنوباً، ومن المتوقع أن تقبل إيران بالأمر وتتيح المجال للجيش السوري في التقدم".
في هذه المرحلة، لن تستغني روسيا عن إيران، يضيف قمورية، "الضربات الجوية الروسية وحدها لا تكفي لفرض تغيير ميداني على الساحة السورية، فالدور الايراني ميدانيا ساهم كثيرا في قلب المعادلة".