أعلنت روسيا مؤخرا إرسال كتيبة من الشرطة العسكرية إلى مدينة حلب السورية في خطوة أثارت التكهنات وأطلقت عنان الكثير من المحللين والمشككين في نوايا روسيا على الأرض السورية.
صحيفة "روسيسكايا غازيتا" سلطت الضوء على خطوة وزارة الدفاع الروسية هذه، وأوضحت أنه وبحسب الخبراء العسكريين الذين استشارتهم، فإن الهدف الرئيس من وراء إرسال هذه الشرطة، وإلى شرق حلب حصرا، نابع من ضرورة حماية العسكريين الروس الذين يديرون عملية إنسانية واسعة النطاق في الأحياء المحررة من المسلحين.
وأشارت إلى أن رجال الشرطة الروسية يسهرون في حلب بحسب ما أكدت وزارة الدفاع الروسية، على حماية العسكريين الروس وأمن السكان، ويدعمون السلطات السورية في الحفاظ على الأمن العام هناك.
وذكّرت الصحيفة بأن مركز "حميميم" للمصالحة بعث إلى شرق حلب وحدات هندسية عسكرية لتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون قبل القضاء عليهم أو انسحابهم من المدينة، إضافة إلى فرق إغاثية وطبية لغوث المنكوبين في المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة العسكرية الروسية الحالية، وريثة للشرطة العسكرية القيصرية التي حلّت بقرار من الحكومة المؤقتة في أعقاب ثورة أكتوبر سنة 1917، ليقوم على أنقاضها جهاز أمني آخر سمي بـ"الآمرية العسكرية" في مرحلة لاحقة إبان العهد السوفيتي.
وبقيت "الآمرية العسكرية" قائمة في روسيا الاتحادية حتى سنة 2012، حيث أعيدت لها تسميتها السابقة وخضع جهازها لجملة من الإصلاحات الإدارية والبنيوية، بما يخدم تأديتها مهامها الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على الأمن داخل القوات المسلحة الروسية، وحماية العسكريين الروس والمدنيين خلال العمليات الإنسانية خارج البلاد.