علاء حلبي - سوريا
ساعات قبل انطلاق المباراة المفصلية في مشوار المنتخب السوري إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 حيث سيلعب مباراة الاياب ضد المنتخب الاسترالي في الملحق الآسيوي بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل الايجابي بهدف لمثله في ماليزيا، الأرض التي اختيرت كبديل لأرض المنتخب السوري بعد رفض الفيفا أن تقام المباريات في سوريا بسبب الأوضاع الأمنية.
يقضي السوريون ساعتهم هذه بتناقل الأغاني التشجيعية للمنتخب، أمنيات آمال تضج بها حسابات السوريين على "السوشيال ميديا"، إلا أن النشاط الأبرز حتى الآن كان "الهجوم" الذي شنه السوريون على الصفحة الرسمية للمنتخب الاسترالي على موقع"فايسبوك" وعلى صفحات عدة صحف استرالية، بعد أن سخرت الصحف الاسترالية من "الشورت" الذي ظهر به كابتن المنتخب السوري فراس الخطيب في مباراة الذهاب.
آلاف التعليقات ضجت بها الصفحات الاسترالية، بعضها اتخذ طابع التهديد بـ "عقوبة قاسية في المباراة"، وتعليقات أخرى أخذت منحى آخر، حيث اختار السوريون افراغ "شحناتهم" بتعليقات طريفة وأخرى غريبة، بعضها باللغة العربية وبعضها الآخر باللغة الانكليزية.
التعليق الأكثر تناقلاً بين السوريين على كان عبارة "سوف نفوز" مكتوبة باللغة العربية والانكليزية و الاسبانية والروسية وغيرها. كذلك استعار بعض المعلقين مصطلحات وجمل من المسلسلات السورية الشهيرة كجملة "رح نخلي عواكم يوصل لقبرص" التي اشتهرت في ضيعة ضايعة، وهي جملة قام بعض السوريين بترجمتها ونشرها على الصفحات الاسترالية باللغة الانكليزية.
التعليقات الساخرة والطريفة تفن السوريون في صياغتها، البعض كتب "ابحث عن أرملة أو مطلقة تبلغ من العمر 40 عاماً"، وآخرون قاموا بنشر إعلانات للبيع والشراء، وعروض على خدمات الموبايل في سوريا.
في البداية لم يستوعب الاستراليون ما يجري، دفق من التعليقات العربية، وحتى الانكليزية الغريبة، بعضها مفهوم وبعضها الآخر غريب، حتى أن هذه التعليقات تسببت بتوقيف بث مباشر كانت تجريه صفحة المنتخب الاسترالي، قبل أن يبدأ بعض المشجعين الاستراليين بالرد على تعليقات السوريين، باللغتين العربية والانكليزية، بالاستعانة بخدمات "غوغل".
حرب من نوع آخر تعيشها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يرى السوريون أنها "حرباً نفسية ناجحة"، مستذكرين تجربة مشابهة قاموا بها قبل مباراة سوريا مع الصين، وحتى قبل مباراة سوريا مع إيران.
في هذه الأثناء، بدأ بعض السوريين يتناقلون منشورات تحذر من خطر الرصاص الطائش الذي يطلقه المشجعون خلال وبعد كل مباراة، الأمر الذي تفاعل معه قلب دفاع المنتخب السوري أحمد الصالح، الذي يغيب عن مباراة استراليا بسبب إصابته.
وكتب الصالح عبر حسابه على موقع "فايسبوك" : "أناشد كل مواطن محب وعاشق لهذا المنتخب أن يحتفل بالفوز إذا تحقق يوم الثلاثاء بعون الله وبدعم الشعب، أن يحتفل بصورة حضارية وراقية، وأن يمتنع الجميع عن إطلاق الرصاص ابتهاجا بالفوز... لأن التجارب السابقة في الاحتفال بإطلاق الرصاص أتت بنتائج كارثية إذ راح ضحيتها مواطنون أبرياء في أكثر من مدينة سورية.. وهؤلاء الضحايا ما كانوا في الشارع إلا للاحتفال بالانتصار.. فهل من الصواب والعقل أن نمزج الدماء البريئة بفرحة الانتصار؟؟"، وتابع "أناشد الجميع ألا يقلبوا الفرح إلى حزن وألا ينهوا حياة أشخاص يعيشون أهم لحظات الفرح في حياتهم على الصعيد الرياضي الوطني...أخاطب العقل السوري وأعول على تفهم الجميع للرجاء وللهدف منه...والله والوطن وحياة الأبرياء من وراء القصد".
يذكر أن فتاة قتلت في مدينة سلمية بريف حماة بالرصاص الطائش قبل مباراة الذهاب بين سوريا واستراليا يوم الخميس الماضي، كما تم تسجيل عدة إصابات في ريف دمشق، في حين شهدت مدينة اللاذقية تدمير واجهة أحد المقاهي برصاص أطلقته فتاة كانت تجرب إطلاق النار من بندقية صديقها.
الصور أدناه للتعليقات على صفحة المنتخب الاسترالي