هند الملاح
بعد ان كانت روسيا لفترة طويلة بمنأى عن الاعتداءات الارهابية، دوّى انفجار امس داخل انفاق المترو في مدينة سان بطرسبيرغ، في نقطة تربط ٥ خطوط وتشهد زحمة كبيرة خلال الوقت الذي استهدفت فيه. التفجير تزامن مع وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المدينة، الامر الذي يطرح تساؤلات حول الرسائل التي يحملها هذا العمل وكيف ستتعامل روسيا مع الموقف.
لا شك في ان العملية هي تحدٍ لروسيا "التي تسعى الى مكافحة الارهاب"، يقول الخبير في الشأن الروسي اسكندر كفوري في اتصال مع موقع "الجديد"، لافتا الى ان "الخطوة التي قامت بها روسيا في سوريا جاءت بناء على طلب من السلطات الرسمية للقضاء على الارهاب الذي ساعدت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية في تغذيته من خلال ضخ الاموال والمساعدات السياسية وتأمين الغطاء الدبلوماسي والسياسي واللوجستي له". لا يغيب عن كلام كفوري الدور الاسرائيلي في المنطقة، "هناك ارتباط وثيق بين الاستخبارات الاميركية والموساد صاحب اليد في معظم العمليات في منطقتنا، وعلى الرغم من ان عملية الربط بين ما حصل و عملية الرد على العدوان الاسرائيلي سابق لاوانه إلا ان الاجهزة الامنية الروسية وحدها من يمكنه ان يشير الى هوية من يقف وراء الاعتداء”.
يشير كفوري الى ان الاجهزة الامنية الروسية كانت تنتظر منذ زمن بعيد هذه الاعمال و"استطاعت طيلة سنتين ان تجنّب البلاد هجمات ارهابية، كما تمكنت من احباط العمليات الارهابية من دون الافصاح عن الامر، ما شكّل صدمة للبلدان التي طالتها اعمال ارهابية".
هذه التفجيرات لن تجعل روسيا تتراجع عن موقفها من الحرب في سوريا، بحسب كفوري "الدب الروسي سيكون حازما ومن يعرف الرئيس الروسي يدرك اليوم ان روسيا ستضاعف من ضرباتها على الارهابيين ان كان في الداخل الروسي او في سوريا".